Site icon IMLebanon

من واشنطن إلى بيروت

 

منذ مطلع هذا العام دخلَ العالم في مرحلة ضبابية ليس مقدّراً لها أن تنتهي قبل الثالث من تشرين الثاني المقبل، موعد الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية. يتوافق هذا مع الصراع على إيجاد اللقاح الفاعل والدواء الناجع لفيروس كورونا، وهو صراع يتّخذ أفضلية وأولوية في السباق بين الدول على من يصل أولاً إلى تحقيق هذا الإنجاز العلمي الطبي الموعود. وإذا كانت إستطلاعات الرأي الرصينة قد أعطت المرشح الديموقراطي السيناتور جو بايدن ست نقط تقدّماً على منافسه الرئيس دونالد ترامب، فإن هذا الرقم المهمّ قابلٌ للتحوّل بين يوم وآخر. والنقط الستّ هي أكثرية كبيرة في بلد ديموقراطي حيث السباق “بالمنخار” وحيث الفائز قد لا يُحقق أكثر من نقطتين حدّاً أقصى.

 

يختلف المراقبون والخبراء حول ما إذا كان الرئيس ترامب سيمضي في نهجه الحالي “المعتدل” في خوض معركته أو أنه سيلجأ إلى قفزات غير محسوبة قد يكون من شأنها أن تقلب طاولة الأرقام لمصلحته… خصوصاً أنه من غير المضمون أن تكون أي مغامرة محسومة النتائج أو التداعيات، أي أن تكون في مصلحة صاحبها فعلاً أو أنها قد تقلب السحر على الساحر. صحيح أنّ الرجل مشهور بالقفزات الإستعراضية، إلا أنّ عليه، في ضوء ما آلت إليه الأوضاع الداخلية مع كورونا، أن يتحسّب لكلّ خطوة، بعدما أصيب الأميركيون في إقتصادهم إضافةً إلى الإرتفاع المروّع في أرقام الوفيّات. فما أصاب الإقتصاد من ضربات في الصميم قد يُخسر ترامب ورقةً رابحة في يده وهي ورقة تخفيض أرقام البطالة إلى الحدّ الأدنى، إذ إنّ كورونا عطّل الكثير من المرافق، وأقفل مصانع صُلبٍ عديدة ورمى في الشارع بعشرات ملايين العاطلين عن العمل الذين ينظرون إلى واقعهم ولا يعنيهم أن يكون نتيجةً حتميةً لقوّة الفيروس القاهرة.

 

وبالرغم من الخلاف في التقويم بين المراقبين والخبراء، فإنّ الأكثرية بينهم تميلُ إلى الإعتقاد بأنّ العالم دخل فعلاً في مرحلة فقدان الوزن إلى أن يُحسَم أمر من سيحلّ سعيداً في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. وليس في مقدور ترامب أن يخوض حرباً خارجية تنعكسُ في مصلحته على الداخل أقلّه لأن أسبابها غير متوافرة. لذلك هو يفتح ملف كورونا بما فيه الدور الذي يُريد أن يُلبسَه إلى الصين متّهماً إيّاها بافتعال الوباء في مختبراتها علماً أنّ المخابرات المركزية CIA رفعت إليه تقريرها الذي “يجزم” بأنّ كورونا نتيجة عوامل طبيعية.

 

إنطلاقاً مما تقدّم أعلاه، نقدّر أنّ التوقعات تنبئ بأنّ المنطقة متّجهة إلى مرحلة هدوء نسبي من سوريا إلى اليمن، بما فيها لبنان، ما لا يُستبعَد معه أن تشهد ساحتنا الداخلية حالاً من الإسترخاء النسبي، يبدو هذا البلد في أمسّ الحاجة إليها بسبب ما يُعانيه الشعب اللبناني من إنهيار مالي وإقتصادي غير مسبوق وضعَه في الفقر والعوَز.