IMLebanon

من واشنطن إلى تسليم السيوف مسؤولية الحكومة وأمانة الجيش

بكل المقاييس، يمكن اعتبار أنَّ هذا الأسبوع، الذي بدأ بتطورات كبيرة، وشارف على الإنتهاء بتطورات كبيرة، هو من الأسابيع التي ستترك بصمتها على التطورات في الشهور المقبلة سواء على مستوى وضع لبنان الميداني على خارطة المنطقة، أو الوضع الدبلوماسي، أو الوضع الداخلي بما يعنيه من تطورات مالية واقتصادية واجتماعية.

***

رئيس الحكومة سعد الحريري، وعلى مدى أربعة أيام في واشنطن، أعاد تثبيت الخارطة اللبنانية على طاولة عاصمة القرار، سمع من رئيس أقوى دولة في العالم، دونالد ترامب، عن علاقة الولايات المتحدة الأميركية بلبنان، والتي تعود إلى أكثر من مئة وخمسين عاماً، سمع منه دعم بلاده للمؤسسات الشرعية وفي مقدمها مؤسسة الجيش اللبناني، وفي الإجتماعات اللاحقة تأكد لبنان أنَّه ليس من الدول المنسية في واشنطن، وإذا كان هناك من نتيجة فورية لزيارة الرئيس الحريري لواشنطن فهي إعادة تثبيت الخطوط الحمر حول لبنان من خلال تحصين النظام والإستقرار، وتحسين الإقتصاد وتثبيت دعم الجيش، بقيادة العماد جوزف عون الذي يتحلى بمناقبية عالية جداً.

هكذا تكون الزيارة قد جاءت في الوقت المناسب لتلبي حاجات لبنانية سواء على مستوى الدعم العسكري للجيش أو على مستوى الإستقرار السياسي أو على مستوى التحصين النقدي. وحصيلتها، بالمعنى السياسي، أوجزها رئيس الحكومة بشيء من صراحته المعهودة وجرأته العالية من خلال تقويمه للقاء مع ترامب، فحين سئل من جانب أحد الصحافيين عما قاله الرئيس الأميركي من أن الحكومة اللبنانية هي في الخط الأمامي في مواجهة داعش والقاعدة وحزب الله، اعترض الحريري، وقال:

نحن نقاتل داعش والقاعدة، إنما حزب الله في الحكومة وجزء من مجلس النواب ولدينا تفاهم معه.

وأكثر من ذلك، وضع النقاط على الحروف من توصيفٍ دقيقٍ للواقع جاء فيه:

حزب الله قضية إقليمية ولا نريد تحريك مشاكل في هذه القضية. ونحن نفهم أنَّ حزب الله غير مقبول أميركياً.

***

يعود رئيس الحكومة إلى بيروت وفي جعبته أكثر من إنجاز، والإنجاز الأهم هو عدم الوقوع في مطبات من شأنها تصديع الوحدة الداخلية. وفي المقابل، يعود بارتياح إلى الموقف الدولي من لبنان، بما يتيح له الإنطلاق بزخم في اتجاه الملفات الداخلية الشائكة.

والأسبوع المقبل لا يقلُّ أهمية واهتماماً عن الأسبوع الحالي، وسيكون أسبوع الجيش اللبناني بامتياز، من خلال محطتين:

الأولى الثلاثاء المقبل الأول من آب يوم عيد الجيش، والثانية احتمال أن تكون معركة جرود داعش قد بدأت، حيث سيتولى الجيش اللبناني مسؤولية السيطرة على آخر جَيْب إرهابي في البقاع الشمالي.

الأسبوع المقبل هو أسبوع معمودية المؤسسة العسكرية بقيادة العماد جوزف عون، عينه على الجبهة وعينه على الضباط الذين سيتسلمون سيوف التخرُّج، وسيقول في نفسه:

إنَّ الوطن مسؤولية بين يديه بعدما أصبح الغطاء السياسي بين يديه.