يواصل الجيش عملية دهم خزانات البنزين والمازوت في اطار الخطة التي وضعتها القيادة العسكرية لمصادرة وتوزيع المحروقات، والتي بدأت قبل انفجار بلدة التليل، حيث يعلن الجيش تباعا حجم المضبوطات والليترات المصادرة ومكان توزعها.
العملية كما تقول مصادر مطلعة أفرجت عن كميات كبيرة من المحروقات ولن تتوقف، وتلاقي أصداء إيجابية وأسهمت في تحرير مئات آلاف الليترات المخزنة من قبل المستفيدين وتجار الأزمة .
وكشفت المداهمات، وفق مصادر سياسية، ان لبنان عائم على خزان كبير من المحروقات المدعومة، في الوقت الذي دخلت فيه مناطق كثيرة في العتمة الشاملة، ليكشف ايضا ان عمليات التخزين تحصل في كل المناطق ومن قبل جميع الأحزاب، اما بهدف توزيعها على جماعاتها ومؤيديها عندما يرفع الدعم او بدافع الافادة المادية من التهريب القائم على المعابر والافادة من فارق السعر عند تحرير الدعم، وان عملية التخزين في عدد من المناطق الحدودية تحظى بغطاء من قبل جهات لها تاريخ طويل في التهريب.
وبانتظار وصول النفط الإيراني والاتفاق على الآلية التنفيذية لاستجرار الطاقة، فان الجيش مستمر في عملية فتح الخزانات والتعامل مع اشكالات الطوابير امام المحطات واستيعاب ردات فعل الناس وغضبهم من الانتظار الطويل لغاية حدوث أي تطور، اضافة الى وقف التهريب الذي تؤكد المصادر السياسية انه بعد حادثة التليل ومع انتشار الطوابير وأزمة المحروقات في الداخل اللبناني لم يعد قائما .
بموازاة عملية الجيش، فان وصول باخرة النفط الإيراني بعد أيام وتوزيع حمولتها من شأنه ترييح الوضع، اذ يوقف اذلال الناس ويوقف تدهور القطاعات الانتاجية التي لامست الخط الأحمر لتوقفها عن العمل.
وتؤكد مصادر في فريق الثامن من آذار ان الضجة المثارة حول الباخرة الإيرانية لا تقدم ولا تؤخر في المسار الذي حدده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لفك الحصار النفطي المفروض على لبنان كبديل عن تقاعس السلطة في التعاطي مع الأزمة.
وصول النفط الى لبنان رسالة تحمل عدة أبعاد الى الشعب اللبناني أولا وبيئة حزب الله في غياب الدولة عن ايجاد حلول وتحد الى الخارج بأن حزب الله قادر ان يترجم وعده ولن يسمح باستمرار الحصار، وان الاعتراضات التي تقوم على معادلة انتهاك السيادة وخروج لبنان من الانتظام الدولي ليست أهم من معاناة شعب يقف منذ أسابيع في طوابير ذل البنزين والرغيف.