IMLebanon

صدّق أو لا تُصدّق

 

 

بدايةً، نعترف بأن خبرتنا في الشأن الاقتصادي تدور حول الصفر … من هنا نطرح، اليوم، هذه القضية علّ وعسى من يُرشدنا إلى سواء السبيل في هذا السياق.

 

نحن من الذين صدّقوا ما قيل لهم من أن رفع الدعم عن السلع العديدة سيؤدي إلى هبوط سعر الدولار الأميركي، وطبعاً سائر العملات الصعبة، وبالتالي فإن السوق ستعرف توازنا تلقائياً، واستقراراً في سعر الصرف.

 

وتفاءلنا خيراً…

 

وماذا كانت النتيجة؟

 

كانت ما نعرفه ونلمسه ونعيشه كل يوم .

 

والخلاصة: رُفِع الدعم، وارتفع سعر الدولار؟!.

 

ثم قيل لنا: ما إن تُشكّل الحكومة حتى يتراجع سعر الدولار تراجعاً كبيراً.

 

وصدّقنا كلامهم …

 

وعندما استيقظنا على الواقع، وجدنا أنفسنا غارقين، منذ التشكيل، في مهبّ ارتفاع الدولار ارتفاعاً يبدو ممنهجاً، وعلى مستوى مضطرد صعوداً يومياً.

 

ومن ثَمّ قيل لنا إنه ما إن تنطلق عجلة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي حتى يهرول الدولار نزولاً…

 

وأيضاً صدّقنا هذا القول …

 

واكتشفنا أننا ندور في حلقة دولارية هوجاء، ولكنها ليست فارغة… إذ فيها ما كان اللبنانيون «الغلابى» قد تمكنوا من إنقاذه من أموالهم.

 

فكيف سيتمكّن اللبناني، المسحوق تحت ألف أزمة وأزمة، وتحت ألف مصيبة وكارثة، وتحت ألف فاسد وسارق ولصٍّ (…) كيف سيتمكن من مواجهة ظروف الحياة وتكاليفها القاسية؟!.

 

وأمس بالذات «بشّرونا» بأننا مقبلون، منذ اليوم، وطوال الأشهر المقبلة، على زيادة في أسعار المحروقات… أي زيادة فوق زيادات… ومن لا يُعجبه فليضرب الحائط برأسه… وأصلاً قد لا يكون في حاجة إلى جدار يضربه برأسه… لأنه يضربه، كل يوم، بالفقر والجوع، والعجز عن التمكّن من الدواء… وإلى ما هنالك من «الضربات الساخنة».

 

وأمس كان المشهد سوريالياً بامتياز. إذ استيقظ اللبنانيون باكراً ليتوجهوا إلى أعمالهم ووظائفهم على اختلاف أنواعها، وقد فوجئ الذين، بينهم، قصدوا محطات البنزين بأنها علّقت خراطيمها… «خيراً انشالله؟».. أما الجواب فكان هكذا (صدّق أو لا تصدّق): لا شيء، فقط لأن معالي الوزير خارج البلد، فتعذّر إصدار تسعيرة المحروقات!

 

فهل يُعقل؟!.