ما جرى أمام السفارة الأميركية في عوكر من هجوم قيل أنه من «ذئب منفرد» ترك تساؤلات جمّة، ويعتبر الحادث الأبرز، بل هو حدثاً بكل معنى الكلمة، نظراً لأنه لأول مرة يحصل في السفارة الأميركية منذ سنوات، ناهيك إلى أهمية التوقيت وفق المتابعين والمواكبين، حيث تشير المعلومات الموثوقة، إلى أن الحادث على مستوى كبير، وينذر بما لا يحمد عقباه، حيث ثمة معلومات وتقاطع مؤشرات أمنية، بأن التنظيمات الأصولية من داعش وسواها، قد يقومون بأعمال إرهابية في هذه المرحلة، مستغلّين الحرب الحاصلة في غزة والجنوب، لتوجيه أصابع الاتهام إلى مكان مُعيّن، أي ممن يخوضون المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ولهذه الغاية، فتحريك داعش في هذه المرحلة بالذات، يذكر بما جرى في مخيم البداوي وكذلك في جرود بعلبك وعرسال وسواهم، والسؤال المطروح، كيف دخلوا ومن أين أتوا؟ وكيف تمكّنوا من خرق الحواجز الأمنية؟
ما يعني أن التساؤلات لا تزال تضج بها الساحة السياسية، والتحقيقات انطلقت في حوزة المعنيين، وباتت لديهم كامل المعلومات والمعطيات.
في السياق، تبدي أكثر من مرجعية أمنية حالية وسابقة، قلقها ومخاوفها من تكرار مثل هذه الأعمال، وبناء عليه، اتخذت تدابير أمنية وإحترازية في معظم البعثات الدولية الغربية والعربية والإقليمية، ومكاتب ومرافق وأمكنة تابعة لبعض الدول، حيث وضعت عليها حراسة مشدّدة خوفاً من أي اختراقات، ما يعيد تكرار التجارب السابقة من خلال التفجيرات وعمليات الإرهاب التي قد تحصل في أي توقيت.
من هذا المنطلق، فإن ما حدث على السفارة الأميركية، إنما هو بغية إستغلال الأجواء القائمة اليوم في المنطقة، وقبيل الإنتخابات الرئاسية الأميركية، والسؤال أين سيوظف هذا الحادث، هل بمكافحة الإرهاب واستئصاله؟ أم أن هناك معلومات إستقصائية عن ترتيبات يجري إعدادها من أجل قطع الطريق على مثل هذه الأعمال، لأن الساحة اللبنانية يتواجد فيها مليون ونصف نازح سوري، ويمكن تجنيد الكثيرين، ناهيك إلى أن المخيمات تعجّ بالداعشيين والأصوليين لا سيما في مخيم عين الحلوة، هؤلاء الذين فرّوا من سوريا خلال الحرب المندلعة في هذا البلد، ما يعني، لبنان لا زال الحلقة الأضعف وهذا العدد الكبير ومن جنسيات مختلفة ممن يتواجدون في المخيمات وفي بعض المناطق على الساحل، فهؤلاء يشكّلون خطراً داهماً على الاستقرار الداخلي، وكذلك يسيئون إلى علاقات لبنان بالدول الشقيقة والصديقة، لكن الحادث على السفارة الأميركية في متناول التحقيقات من قبل الأجهزة اللبنانية والأميركية، كي لا يكون هناك عمل آخر وفي دولة أخرى، ما تتولاه جهات أمنية على مستوى كبير، ما يعني أننا دخلنا في نفق مظلم في هذه المرحلة، ربطاً بحرب غزة والجنوب إلى ما جرى في السفارة الأميركية وخصوصاً هوية الذي قام بهذا العمل.