Site icon IMLebanon

لا صحّة للشائعات عن تسلّل تنظيمات أصوليّة من سوريا الى الجرود الشرقيّة الجيش والأمن العام في المرصاد وسط إجراءات أمنيّة مُشدّدة ومُراقبة للمعابر 

 

 

في ظل ما يحدث في مدينتي حلب وحماه من معارك، بين الجيش السوري ومجموعات من المعارضة تضم تنظيمات اصولية، برزت مخاوف وهواجس من دخول المجموعات الارهابية الى لبنان، نسبة الى التقارب الجغرافي والتغلغل في جروده البقاعية الحدودية، وبالتالي عودة المشاهد التي رأيناها مع بدء الحرب السورية  في العام 2011 ، حين وصلت مجموعات من “جبهة النصرة ” الى الجرود الشرقية  في لبنان، ما ادى الى معارك طاحنة مع الجيش اللبناني، أدت الى القضاء عليهم وتحرير تلك الجرود في البقاع الشمالي.

 

من هنا، نُشرت معلومات منذ أيام عن إمكانية عودة هؤلاء الارهابيين الى لبنان، ما بثّ الرعب والقلق في نفوس اللبنانيين، الذين يتلقون دائماً تداعيات الحروب في الداخل والخارج، خصوصاً انهم لم يرتاحوا بعد من الاعتداءات “الاسرائيلية”، التي شنّت على مختلف المناطق اللبنانية، خصوصاً في الاشهر الثلاثة الاخيرة ، مما يؤكد بأنّ كل شيء محضّر مسبقاً، فالهدنة بدأت في لبنان لتمتد المعارك الى سوريا، وكل هذا ليس من باب الصدفة، لذا عادت المخاوف في ظل ربط  أمن البلدين، وهذا يعني انّ إمكان تحرّك الخلايا الارهابية النائمة وارد كثيراً، لفتح جبهات جديدة في لبنان، الامر الذي إستدعى اتصالات مكثفة بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين لضبط الوضع، كما جرى تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، وسط إجراءات مشدّدة  من قبل الامن العام اللبناني، في ما يخص النازحين من سوريا الى لبنان، خصوصاً من يحاول الدخول بطرق غير شرعية، لذا تجري رقابة وإجراءات غير مسبوقة، وفق معلومات من مصادر أمنية وسياسية، لان القرار إتخذ بعدم العودة الى العقود الماضية التي شهدها لبنان، من خلال ظهور خلايا نائمة، جعلت من الحدود اللبنانية – السورية مسرحاً لتحديات غير مسبوقة، حيث تزايد حينئذ تسلل إرهابيين مستغلين الوضع الأمني المضطرب في  العام 2011، وضعف المراقبة الحدودية في تلك الفترة، إضافة الى إستغلال التضاريس الجغرافية الوعرة من قبل هؤلاء.

 

الى ذلك، سرت أخبار قبل أيام عن إستفاقة عاجلة للخلايا النائمة على الحدود، وعن عودة التفجيرات والاغتيالات على أيديها لزعزعة الامن من جديد، وافيد عن إتخاذ عدد من الشخصيات السياسية أقصى درجات الاحتياط، بعدما وردتهم معلومات عن عمليات إغتيال قد تطالهم، حتى انّ بعضهم غادر لبنان، فعادت الى الأذهان تلك الصور القاتمة حين دخل مقاتلو “النصرة” و”داعش” الى بعض جرود سلسلة لبنان الشرقية، فسيطروا على بلدة عرسال في العام 2014 ، وأرسلوا انتحاريين الى بعض المناطق.

 

في السياق، ووفق مصادر أمنية وسياسية، فكل ما يقال في هذا الاطار ليس سوى شائعات، لانّ الجيش اللبناني والامن العام في المرصاد، وسط إجراءات مشدّدة غير مسبوقة لن تسمح للارهابيين بدخول لبنان، في ظل تحضيرات لكل السيناريوهات، لانّ قيوداً وضعت على دخول السوريين الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية وإقامات شرعية، مع انتشار أفواج الحدود البرية على هذه المعابر، وتدابير على المعابر غير الشرعية، التي يمكن ان يدخل منها مقاتلو تلك التنظيمات. وافيد وفق المصادر المذكورة بأنّ إنتشاراً للجيش يسجّل في عكار ومناطق بعلبك- الهرمل ضمن حواجز ودوريات.

 

وعُلم  أيضاً بأنّ القوى الامنية تتخذ تدابير احترازية وسرّية مع مُراقبة خلايا في مخيميّ عين الحلوة والبداوي، واخرى تابعة للنازحين السوريين في مناطق  بقاعية، باتت كبؤر امنية للجماعات الاسلامية المتشدّدة، مع الاشارة الى ان المراجع الامنية اللبنانية حذرّت القوى الفلسطينية، من إستيقاظ خلايا في بعض المخيمات خصوصاً عين الحلوة.

 

هذا، وكشفت المعلومات عن تحذيرات ايضاً تستدعي الوعي واليقظة وعدم السماح لطابور خامس ان يُحقق غاياته، خصوصاً في هذه الظروف، بالتزامن مع مخاوف من حوادث امنية متنقلة، تفتعلها في اي وقت مجموعات مسلّحة تتولى استقطاب الشبان في المناطق الفقيرة، بهدف الإنضمام اليها مُقابل مبالغ مالية كبيرة جداً، وتحت عنوان واحد يلعب على وتر مخيف، وهو الغبن المذهبي بصورة خاصة، إضافة الى زرع أفكار التطرّف والإرهاب والحقد، وما يساعد على إستغلال هؤلاء الشبان الفقراء، هو ترديّ الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والبطالة في لبنان، فيستجيب المحتاجون لهؤلاء المجرمين، تحت عنوان الجوع في ظل غياب اي بادرة امل لتحسين ظروفهم، لان اوضاعهم المادية الصعبة ستدفع بهم الى اخطر الجرائم والقتل، من اجل مبلغ ولو كان زهيداً.