IMLebanon

يضحك جيدا من يضحك أخيرا

رحبت الخارجية الاميركية بنجاح قوات النظام السوري في طرد «داعش» من تدمر. جون كيري الناطق باسم الخارجية الاميركية قال إنّ استعادة تدمير هي «أمر جيد»، لكنه أكد أنّ الترحيب باستعادة تدمر لا تعني قدرة بشار الأسد على قيادة الحرب ضد الارهاب، مضيفاً: لا يمكن أن يأتي السلام تحت قيادة بشار الذي هو المسؤول عن الحرب التي أدت الى صعود «داعش».

في غضون ذلك، انتقد النظام السوري الولايات المتحدة الاميركية ضمناً بأنها لم تحقق أي إنجاز ضد «داعش» وجاء هذا الكلام على أساس أنّ قوات النظام السوري حققت إنجازاً كبيراً باستعادة «تدمر» التي وصفوها بأنها لؤلؤة البادية وأصبحوا اليوم حرصاء على الآثار فيها، أما بالنسبة للمواطن السوري فالمهم: كم هو عدد القتلى؟ كم عدد المهجرين؟ ما هو وضع البنية التحتية في مدينة «تدمر»؟ ما هو وضع البيوت والمدارس ودور العبادة من جوامع وغيرها ومستوصفات وهي كلها غير مهمة بالنسبة الى النظام، المهم أنّ قوات النظام الطائفي استطاعت استرجاع تدمر بمساعدة الطيران الروسي.

بالمناسبة انّ روسيا ليست دولة عظمى، وليس عندها مصانع من أكبر المصانع في العالم لبناء الطائرات العسكرية الحديثة من «سوخوي» وغيرها، ولا تعتبر روسيا الى حد ما منافسة لأقوى دولة في العالم ألا وهي الولايات المتحدة الاميركية… وبعد قصف من الطائرات الروسية طوال خمسة أشهر، بينما قوات «داعش» أو «النصرة» أو المعارضة لا تملك أي سلاح طيران كذلك لا تملك الصواريخ للدفاع عن نفسها (والحمدلله) ولكن المقارنة ضرورية بين إمكانيات جيش النظام الطائفي ومعه «حزب الله» وإيران والعراق وأخيراً روسيا كلهم ضد المعارضة السورية واليوم وبعد التدخل العسكري الروسي الذي غيّر ميزان القوى لمصلحة النظام، ومع ذلك بدأ النظام يتحدث عن الانتصار مخاطباً أميركا.

بهذه المناسبة وبالرغم من أنّ المقارنة تحزن القلب وأريد هنا أن أذكر للذين خانتهم ذاكرتهم أنّ القوات الاميركية عام 2003 وبعد 15 يوماً من القصف المتواصل للعراق استطاع الجيش الاميركي أن يحسم المعركة ويدخل بغداد ويقضي على أهم جيش نظامي في الشرق الأوسط وأشرفه وأشجعه… ولكن قوة النار والغارات المكثفة حسمت المعركة وقضي على فرقة الحرس الجمهوري المميزة في مطار بغداد ومحيطه، والمقارنة هنا غير سعيدة بل كما ذكرنا محزنة وجرحها لغاية اليوم لا يزال ينزف.

على كل حال، فليقولوا ما يريدون ولكن نبشّر هذا النظام بأنّ ما يجري اليوم هو أنّ أميركا كلفت روسيا أن تقبض ثمن رأس بشار الأسد لا لسبب إلاّ لأنها تريد أن تمارس الديبلوماسية الناعمة أي من دون استعمال السلاح… من هنا سمحت لروسيا أن تتدخل عسكرياً في سوريا ولكن ضمن اتفاق على كل خطوة… وكل شيء في وقته وأصبح وقت نهاية النظام أقرب مما نتوقع.