IMLebanon

مزيدٌ من التدهور والإنهيار وهل من حلول مرتقبة؟؟

بماذا حكومتنا متلهِّية؟

وبماذا العالم منشغِل؟

طالما ثبُت بالوجه التحليلي وبالمعطيات أنَّ الجلسة السادسة والأربعين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قد لا ينجم عنها انتخاب رئيس، فإنَّ الدوران في الحلقة المفرغة عاد وبقوة، ثم هناك مطالبات بأن تفعِّل الحكومة عملها وأداءها، ولكن هل هي فاعلة؟

وهل هي على قَدْر الآمال المعقودة عليها؟

نعرف أنَّ السؤال هو بصيغة تساؤل العارف لأنَّ لا أحد يراهن على هذه الحكومة، بدليل المؤشرات التي تصدر عنها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، لنتطلَّع إلى جدول أعمال جلستها غداً، ليتثبَّت الجميع أنَّ الحكومة في عالم آخر!

البنود التي نُقِلَت من الجلسة الماضية الأخيرة في السادس من الجاري، تقارب الخمسين بنداً، ومعظمها نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة عملياً لم يعد هناك احتياطي، إلى وزارات عدة على أساس القاعدة الإثنتي عشرية، وهذا يعني أنَّ معظم البنود هي بنود إنفاق وإلا لَما كانت كل هذه الحماسة لوضعها في الأولوية.

أما البنود المخصصة لجلسة الغد، وعددها نحو تسعين بنداً، فلا تختلف كثيراً عن سابقاتها، أي نقل اعتمادات من الموازنة، غير المقرَّة أو المصادق على أرقامها أصلاً، وبنود قبول هبات وإقرار سفر وزراء وبعثات للمشاركة في مؤتمرات في الخارج، أي أنَّ هذه البنود هي عبارة عن رشاوى مقنَّعة تُعطى للوزير على شكل سفرٍ ليشارك في مؤتمر، ثم يأخذون منه ولاءه في مجلس الوزراء وفي بعض المواقف المطلوبة.

هكذا تُحضَّر جداول الأعمال، ولا شيء فيها يؤشِّر إلى أنَّ القضايا الكبيرة يبحثها مجلس الوزراء، كلها إما إنفاق وإما قروض وإما هبات وإما أذونات بالسفر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

إبرام إتفاقية القرض والإتفاقية التنفيذية لمشروع الحدّ من تلوث بحيرة القرعون المموّل من البنك الدولي.

هنا تظهر المعضلة، هناك خبراء يعملون على خط تأمين القروض، بحثاً عن عمولات، وحين يتأمن القرض تُصرَف العمولة، هذا ما يُفسَّر الإستقتال لتأمين القرض، ولنلاحظ ما جاء في البند:

الحدّ من التلوث وليس إزالة التلوث، ما يعني أنَّ القرض سيُصرَف، أما حين المكاشفة والمحاسبة فسيُقال:

تمّ الحد من التلوث وليس إزالة التلوث.

في هذه الحال، هل يملك المواطن العادي جهاز قياس نسبة التلوث؟

إنَّه المُضحك المُبكي وهو باب من أبواب الهدر الموصوف كي يتم تمرير القرض من أجل قبض العمولة، أما بعد ذلك فلتسدد الأجيال المقبلة!

بئس ما نحن فيه، وبئس مرحلة حاضرها مبهم ومستقبلها غامض وماضيها مُحبِط.