«14 آذار» تمدّد آمالها: واشنطن ستُفشل «الانقلاب الروسي»
«المستقبل».. والرهان على سقوط «العاصفة»!
مع بدء الأزمة السورية، راهن تيار «المستقبل» وحلفاؤه في فريق «14 آذار» على عاصفة «الربيع السوري» لإطاحة الرئيس بشار الأسد، وسقط الرهان.
ومع بدء الحرب اليمنية، راهن هؤلاء أنفسهم على «عاصفة الحزم» السعودية، لعلها تزرع النطفة لواقع جديد في المنطقة، يستثمر المراهنون نجاحاته في لبنان، وسقط الرهان، بعدما غرقت السعودية في المستنقع اليمني.
ومع بدء «عاصفة السوخوي» الروسية في سوريا، راح معظم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يسألون عن دور أميركا وهل هي موافقة ضمناً أم أنها تغض النظر أم أنها قد تذهب الى حد المواجهة مع الروس سواء بالمباشر أو عبر حلفائها وخصوصاً الأتراك؟
البعض تحدّث صراحة عن خشية من تسليم أميركي، بالأمر الواقع الروسي، بدليل أن الاميركيين أنفسهم أعلنوا إمكان التوصل إلى اتفاق مع الروس على تحديد المسارات الجوية، منعاً لأي تصادم محتمل بين الطيران الروسي والاميركي. وهذا الكلام يستبطن قبولاً أميركياً صريحاً بالأمر الواقع، ويعزز الخوف من التسليم العلني بمفاعيل ونتائج الاجتياح الجوي الروسي لسوريا.
لكن ثمة فريق في «14 آذار» لم يسقط رهانه على سقوط النظام السوري وما زال يراهن على إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، وهو يراهن على سقوط «عاصفة السوخوي» بصواريخ المجموعات السورية المعارضة، وبالتالي تكرار النموذج الأفغاني، أي فشل «الانقلاب الروسي في سوريا»!
هذا الرهان له مَن يروّج له برغم الوقائع الميدانية الجديدة التي فرضها الروس، ومعهم «حزب الله»، إضافة إلى الإيرانيين الحاضرين مباشرة وبكثافة في أرض المعركة، إلى جانب الجيش السوري النظامي. أما موجبات الاستمرار في الرهان، فمبنية على «ثابتة راسخة» لدى المراهنين، مفادها أن «واشنطن لن تسمح لتلك العاصفة بأن تجتاح سوريا أو تنجح في فرض موازين قوى جديدة فيها».
هنا يرفع قيادي كبير في «المستقبل» مستوى رهانه إلى حد توقعه أن «مستقبل الروس في سوريا لن يكون مضيئاً، إن لم يكن أسود». وهذه الصورة السوداء رسمها، قبل أيام، وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر بقوله أمام اجتماع وزراء دفاع دول «الناتو» في بروكسل «إن روسيا ستُمنى بخسائر في سوريا في الأيام المقبلة».
مثل هذا الكلام، جعل أحد قادة «المستقبل» يخرج باستنتاج مفاده أن «الأميركيين سيورّطون الروس ولن يتركوهم في الميدان وحدهم، ومهما كان الحال لن يسمحوا لهم أن يأكلوا الجبنة السورية وحدهم أو أن يدمّروا جهد خمس سنوات لإسقاط الأسد وتحرير سوريا من النظام القائم». أضاف: أنا على يقين أنهم سيدفّعونهم الثمن وسيقودونهم الى أفغانستان السورية في الآتي من الايام، لقد سبق للروس أن اخطأوا وغرقوا في المستنقع الافغاني أيام الاتحاد السوفياتي السابق».
«ما هكذا يتمّ القضاء على داعش»، يقول القيادي في «المستقبل»، فهؤلاء الإرهابيون يتغلغلون بين الناس، وهذا يصعّب مواجهتهم والقضاء عليهم، من خلال القوة العسكرية الخارجية، بالرغم من القدرات العالية التي يملكها سلاح الجو الروسي. لذلك، فإن إنهاء هذا التنظيم الإرهابي لا يمكن ان يتم إلا عن طريق المجتمع السوري، وبالتعاون مع الجيش السوري الجديد، وهذه هي رسالتنا الى بعض المؤثرين في الأزمة السورية.
وفي رأيه أن السوريين سيتولون التخلص من «داعش»، شرط أن تكون هناك نهاية للحرب وأيضاً للنظام السوري. ومن هنا، لا تزال هناك فرصة أمام الروس كي يؤدوا دوراً بنّاء ومتقدماً في سوريا، يرحب به شعبها ويتجاوب معه، على قاعدة المساهمة في الإنقاذ لا في تعقيد الموقف.
القيادي نفسه يرفض المقولة الروسية بأن موسكو تشنّ حرباً استباقية لمنع وصول الإرهابيين الى عمق روسيا، خصوصاً أن تلك الحرب، لكي تحقق أهدافها، يجب أن تكون أولاً موضع ترحيب من قبل السوريين، وهذا ليس موجوداً.
لذلك، يقول إن المطلوب من موسكو أن تعيد تصويب بوصلتها، وان تكون جزءاً من الحل لا المشكلة، وهذا يتوقف على طبيعة سلوكها وخياراتها، فالغارات الروسية الجوية لن تغيّر شيئاً في جوهر الأزمة، وكل ما في الامر إن الأجواء السورية ستزدحم بطائرات روسية الى جانب الطائرات الغربية، ولكن ماذا بعد ذلك، وأين هو أفق الحلّ الجذري؟