2015 ينتهي بلا رئيس: 7 ك2 موعد جديد
«المستقبل» والمهمة الصعبة: فرنجية و «القوات» معاً
بعد 555 يوماً على الفراغ الرئاسي، انعقدت الجلسة الانتخابية الـ33، فلم يحضرها سوى 44 نائباً، أرادوا أن يقفلوا العام على ثبات في الموقف. سجع الأرقام لا يقدم ولا يؤخر في معادلة الرئاسة المؤجلة إلى أمد لا يبدو قريباً، وإن حدد الرئيس بري تاريخ السابع من كانون الثاني، موعداً للجلسة المقبلة.
صحيح أن جلسة أمس، حُمّلت في الفترة السابقة أكثر مما تحتمل، إلى حد مسارعة الكتل النيابية إلى إجراء تعداد دقيق للأصوات التي يمكن أن يحصل عليها النائب سليمان فرنجية، مرفقاً بمساع لإقناع المترددين في النزول إلى الجلسة، إلا أن حائط الصد الذي رفعه ميشال عون وسمير جعجع أحبط كل تلك المساعي. قبل أن يحسم «حزب الله» الموقف بتأكيد ثباته خلف مرشحه المعلن، إلى حين يقرر عكس ذلك.
وبعد أن كانت التسوية أولوية، صار رأب الصدع الذي أحدثته تسمية فرنجية في كل من «8 و14 آذار» هي الأولوية المطلقة. وضعت التسوية على الرف، وشرع كل طرف إلى لملمة أشلاء تحالفاته. بدا واضحاً أن «8 آذار» استطاعت أن تحصر الأضرار سريعاً، عبر اللقاءين اللذين جمعا فرنجية بعون والسيد حسن نصر الله، وأديا إلى المواءمة بين ترشيح عــون الذي ما يزال قائماً، وبين ضمان أن يكــون الرئيس، في كل الأحوال، من صلب الفــريق الممانع.
لكن في المقلب الآخر، ما تزال ورشة الترميم مستمرة. اتصالات لا تهدأ ومحاولات لتبريد أجواء معراب لن تصل إلى غايتها قريباً، طالما أن الحريري لا يفوت فرصة إلا ويؤكد فيها على ثبات دعمه لخيار فرنجية. وللتذكير، فإن اتصاله بجعجع مؤخراً أعقبه مباشرة اتصال بفرنجية. وهو ما قيل إنه كسر أي إيجابيات حملها الاتصال الأول، ما استدعى تكثيف التواصل. الالتزام المستقبلي بترشيح فرنجية بدا راسخاً، حتى أن نائباً في «التيار» كان جاهزاً للدفاع عن اللقاء الذي جمع فرنجية والرئيس بشار الأسد. ركن أولاً إلى «عدم تأكيد فرنجية لحدوث اللقاء»، داعياً إلى انتظار مقابلته اليوم، قبل أن يوضح بنفسه أنه مع افتراض حصول اللقاء، فهو يندرج في إطار العلاقة الشخصية التي لا ينكرها فرنجية.
ولأن «8 آذار» بدا حاسماً في رفضه المضي في التسوية، خلافاً لتوقعات الحريري، وما يعتبره نائب مستقبلي «تأكيدات فرنجية أن حزب الله موافق على التسوية»، فإن الحريري وجد نفسه سريعاً بين نارين: ضرب تحالف «14 آذار» وعدم حصوله على أي مقابل كان يعد نفسه به. لذلك، لم يبق أمامه سوى السعي إلى ترميم العلاقة مع الحلفاء، ريثما يتضح المشهد الرئاسي أكثر. وإضافة إلى الاتصالات الهاتفية، فُتح خط مباشر لوفود «المستقبل» إلى معراب. الزيارة الأخيرة سجلت أمس، فأعاد الوفد المستقبلي المؤلف من نادر الحريري وهاني حمود التأكيد لمضيفهما «حرص الرئيس الحريري على التحالف العميق والراسخ بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية»، كما جاء في البيان الموزع من قبل «القوات». و «شدد المجتمعون على أهمية استمرار قوى 14 آذار في استراتيجيتها وثوابتها».
تلك الثوابت كانت أيضاً مدار بحث بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان، اللذين التقــيا بعيد تأجيل جلسة انتخــاب الرئيس، أمس، واتفقا على الاختلاف في المقاربة الرئاسية.
من يتابع المشهد بين «المستقبل» و «القوات» يشعر أن الجرة انكسرت بينهما، ويذهب إلى حد القول إنها لن تلحم ثانية. لكن لدى الطرفين، ثقة بأن ما كسر يمكن إصلاحه. وهو ما ركز عليه السنيورة وعدوان في مؤتمرهما الصحافي الذي عقداه في مجلس النواب، فاستعادا محطات التلاقي، وأبرزها قانون الانتخاب، ليبعدا «تهمة الفراق». كما ذكرا في الوقت نفسه أن الاختلاف في الفريق الواحد هو أمر طبيعي. وقال السنيورة «اذا كنا في حلف واحد فان آراءنا جميعا تصب في خانة واحدة في كل امر، علينا ان نعتاد على أن هناك بعض الامور التي قد يكون لدى كل منا رؤى مختلفة بشأنها، ولكن هذا لا يمنع ان هناك الكثير من الامور المتفقين عليها».
أما عدوان فاعتبر أن «هناك اختلافا في وجهات النظر حول المبادرة التي أطلقها الرئيس الحريري، لكن لا يراهن احد على ان هذا الاختلاف سيؤدي الى خلاف او الى تخلي اي من الفريقين عن النظرة الشاملة، سواء بالنسبة للالتزام بالدستور والتمسك بالقانون او بالقرارات الدولية وفي كل المواضيع الاساسية».
وأعاد عدوان تأكيد موقف القوات الذي يشير إلى أنه «إذا أردتم التسوية بين فريقي 8 و14 آذار فنحــن نقترح الجلوس معاً لنضع تسوية وطنــية حول المشروع الذي يفترض من الفريقيــن التنازل من اجل الوطن، وهذا المشروع لا يمكن الا ان يكون تحت سقف الدستور والقانون والالتزام بالتالي بالقرارات الدولية».
عندما سئل السنيورة: متى سيرشح الرئيس الحريري النائب سليمان فرنجية رسميا، أجاب «عندما تنضج الطبخة تظهر النتائج».