IMLebanon

المستقبل وحزب الله: الحوار ضرورة أوروبية

بات الأوروبيون، باستثناء الفرنسيين، أكثر تفهماً لظروف تدخل حزب الله في سوريا. كما انهم مقتنعون بأن أي حل لمشكلة «داعش» في المنطقة تبدأ بحوار «الأطراف المعتدلة» كتيار المستقبل وحزب الله لتنفيس الاحتقان المذهبي

«لم تتغيّر النظرة الأوروبية، بعد، تجاه حزب الله. قتاله في سوريا يهدّد بزيادة التوتير المذهبي السني ــــ الشيعي، إلا أن التفهّم بات أكبر لهذا التدخل». هذا ما أكّده سفير أوروبي لـ «الأخبار»، مشيراً الى أن القلق من تمدّد «داعش» بات كبيراً «والوقت أمامنا محدود». وأوضح: «في رأينا، الحزب يضع لبنان في خطر عندما يقاتل في سوريا والعراق، إلا أن التفهم بات أكبر لظروف هذا التدخل وأسبابه لدى معظم بلدان الاتحاد الأوروبي بعد ظهور خطر داعش، من دون أن يعني ذلك أننا بتنا حلفاء».

لكنه أشار الى استثناء فرنسي في هذا الشأن، لافتاً الى أن «رأي باريس غالباً ما يكون مختلفاً عن آراء بقية الأوروبيين». وقال: «مع بداية الأحداث في سوريا كانت هناك مفارقة. فرنسا التي يشارك جنودها في اليونيفيل، كانت تشجع بقوة على اتخاذ خطوات وإجراءات من خارج اطار الأمم المتحدة. والمشكلة أن هذه الأفعال كانت ستسبب بنتائج سيئة للجنود الأمميين، وبينهم جنود فرنسيون… هذا جنون تام».

ومعلوم أن ممثلي معظم الدول الأوروبية في لبنان، بما فيهم بريطانيا، على تواصل مستمر، سياسياً وأمنياً، مع حزب الله. وحدها العلاقة بين الحزب والفرنسيين تعدّ استثناء لذلك أيضاً.

وأكد السفير الأوروبي ان أوروبا «تعلّق آمالاً كبيرة» على الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل. «صحيح أن البعض يرى أن النتائج محدودة وهي تنحصر بإزالة بعض الأعلام والشعارات.

دعم الاخوان

والتدخل الغربي لاطاحة القذافي كانا «خطأ كبيراً»

ولكن عنوان تنفيس الاحتقان عنوان كبير، وهو في رأينا مفتاح الحلّ لمشكلة داعش التي لا يمكننا أن نواجهها عسكرياً فقط، وإنما بالحلول السياسية»، وبـ «الحوار بين الأطراف المعتدلة كتيار المستقبل وحزب الله». من هنا، وبحسب المصدر نفسه، فإن لهذا الحوار «أهمية كبيرة جداً في رأي الأوروبيين، وهو خيار صحيح. من المهم جداً أن يجلسا معاً ويتحاورا».

ونوّه السفير الأوروبي بـ «شجاعة» الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري في خطابيهما الأخيرين. بالنسبة للأول، «لأنه عندما يريد أن يقاتل الارهاب يجب أن يقترن الأمر بالحكمة وبالتيقن من ألا ينتج عن ذلك ما يزيد من قوّة هذا الارهاب وشعبيته عبر زيادة التوتير المذهبي. والحوار يحول دون زيادة هذا التوتير». وبالنسبة للثاني، لأنه «رغم جهره بمآخذه على حزب الله أكّد على مضيه في الحوار، رغم أنه قد لا تكون لهذا القرار شعبية كبيرة بين أنصاره».

ورأى أن تمدّد تنظيم «داعش» من العراق وسوريا الى ليبيا، البلد القريب الى القارة العجوز، وضع أوروبا وجهاً لوجه أمام هذا الخطر، «خصوصاً أن لهذا التنظيم امتداداً في البلدان المجاورة، كمصر وتشاد والنيجر والجزائر وتونس، مع ما يمكن أن يوفّره هذا الامتداد من تثبيت لسيطرة داعش». وقال إن في أوروبا اليوم إقراراً بأن التدخل الغربي للاطاحة بنظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي «كان خطأ كبيراً»، وبأن دعم جماعة «الاخوان المسلمين» في «الربيع العربي» كان «خاطئاً أيضاً».

و«لعله كان من الأمور الجيدة عدم التدخل بشكل مماثل في سوريا. أنظر كيف أثمر التدخل في العراق ديمقراطية بمقاييس اوروبية (ساخراً)، والنتيجة كانت عشر سنوات من الارهاب».

واعتبر السفير الأوروبي أن «هذه المنطقة لن تختفي وهي ذات أهمية كبيرة بالنسبة الينا بسبب قربها الجغرافي والثقافي منّا. يمكنك أن تجعل كل الناس الذين يملكون المال يهاجرون الى اميركا وكندا، وتترك أهل المنطقة يقتلون بعضهم، ولكن هذا ليس حلاً». ورأى أن «الأوضاع في المنطقة متصلة كسلسلة. وأسس أي حل أربعة: أولاً، إيجاد حل سياسي للأزمة السورية لأن الحل العسكري يخلق مشاكل وأزمات أخرى. وثانياً نزع فتيل المواجهة السنية ــــ الشيعية، وهنا أهمية حوار حزب الله والمستقبل لأن لأوروبا مصلحة كبيرة في بقاء هذا البلد مستقراً. وثالثاً، وهذا مهم جداً، أن نصل الى اتفاق مع ايران حول المسألة النووية. ورابعاً، أن ايران – وهذا ما يقوله الجميع بما فيهم فرنسا – يجب أن تلعب دوراً في المنطقة، لأن السياسة لا تقوم على أحكام أخلاقية. ايران بلد له تاريخ قديم جداً، ولا يمكنك أن تتجاهلها، والا ستفشل. لا يمكنك أن تقصي ايران عن المنطقة». واعتبر أن على السعودية ان تدرك ذلك جيداً. «السعوديون قلقون بسبب التهديدات التي تحيط بالمملكة. والسعودية اليوم دولة ضعيفة بسبب مشاكلها في البحرين واليمن».