الــتيّار يـعـدّ لـحمـلـة مُضـــادة سيرتـفع منسوبـها تـدريـجياً لــلــردّ عـلــى مُستهدفيه
يتحضّر تيار «المستقبل» وفق معلومات مؤكدة، لخطوات جديدة بعد عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، في ظل الحديث عن توجّه لدخوله المعارضة بشكل قد يكون مغايراً عن المرحلة السابقة، بعدما تقطّعت كل الخطوط مع قصر بعبدا ومع «التيار الوطني الحر»، دون استبعاد حصول لقاء بين الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وفق تمنيات إقليمية ومقرّبين للطرفين.
وتضيف المعلومات، أن هذا الصراع السياسي لن يكون ثنائياً في مواجهة العهد و«التيار»، بل في إطار موسّع، ودون أن يكون هناك جبهة سياسية أو فريق وأمانة عامة كما كانت الحال في 14 آذار، وإنما على عناوين محدّدة تجمع هذه الأطراف ما يظهر جلياً بالنسبة لموضوع الكهرباء بحيث يخوض الحزب الإشتراكي و«القوات» هذه المعركة، إنما ولظروف وخصوصيات متنوعة، فإن «القوات» لم تصل بعد إلى مرحلة المطالبة بتنحية رئيس الجمهورية، لكنها لا تتلاقى مع سياساته وطروحاته ومواقفه، إذ يلاحظ غياب اللقاءات منذ فترة طويلة بين الرئيس عون وجعجع.
وتتابع المعلومات، أن اتصالات جانبية حصلت في الأيام الماضية على خطوط بيت الوسط وكليمنصو ومعراب حول الإستحقاقات المقبلة، إذ تكشف أكثر من جهة متابعة، بأن عنوان المرحلة المقبلة، إنما يتصل بمعركة رئاسة الجمهورية، نظراً للمخاوف التي يشير إليها بعض قادة 14 آذار السابقين عن طرح أحد المرشحين للرئاسة، والذي يتماهى ويتناغم مع العهد الحالي، وبناء عليه، فإن التوجّه لمناهضي العهد وتياره ينحو باتجاه قطع الطريق على وصول هؤلاء إلى سدّة الرئاسة، وأن معظم الملفات التي تثار، ولا سيما حول عمليات الهدر والفساد، فهي تصب في إطار معركة الرئاسة، ومن الأوراق التي سيتم استعمالها بكثرة في المرحلة المقبلة، ومن هنا، جاء بيان رئيس الحكومة حسان دياب العالي النبرة، والأمر عينه لكلمة رئيس الجمهورية بمناسبة بدء الحفر في أحد الآبار النفطية، مما يؤشر إلى أن هذه المواقف تحمل الكثير من الدلالات، وهي بمثابة الهجوم الإستباقي والإلتفاف على الخصوم أمام الإستحقاقات المقبلة، وفي طليعتها معركة رئاسة الجمهورية.
ولهذه الغاية، علم أن «التيار الوطني الحر»، بدأ يعدّ لحملة سياسية مضادة سيرتفع منسوبها تدريجياً للردّ على مستهدفيه بدءاً من مؤتمر الوزيرة السابقة للطاقة ندى البستاني، وصولاً إلى إثارة زوابع سياسية من خلال فتح ملفات لهذا الفريق وذاك من الخصوم السياسيين، وهناك لقاءات مفتوحة يقوم بها رئيس «التيار» جبران باسيل مع فريق عمله ومستشاريه والمسؤولين عن الملفات كافة في «التيار البرتقالي»، وصولاً إلى أجواء عن لقاءات بدأت منذ أيام قليلة مع حلفائه من سائر الطوائف، ما يؤشّر إلى أن هذه المعارك السياسية تأتي على خلفيات استحقاقية، وفي طليعتها استحقاق الرئاسة الأولى، إضافة إلى ردّ «التيار» على منتقديه وخصومه.
وتختم المصادر مشيرة إلى أن الأجواء في الضفة الأخرى، والمستقاة من المعنيين بأن هناك قراراً أُخذ بعد أكثر من لقاء تنسيقي بين الحزب الإشتراكي و«المستقبل» لرفع مستوى التنسيق والتواصل لمواجهة كل الإحتمالات الواردة في ضوء معلومات عن نكد سياسي سيتعرّضون له من العهد و«التيار».
ولهذه الغاية، فإن كل فريق من هؤلاء يعدّ ملفاته بشكل دقيق تحضيراً واستعداداً لهذه المواجهات، وعليه لا يستبعد بأن يكون هناك غطاء إقليمياً لهذه الأطراف، لأن ما سيجري لن يكون سهلاً في ظل ما يجتازه لبنان مالياً واقتصادياً ومعيشياً، وتجنباً للصدام في الشارع الذي يبقى مدار قلق ومخاوف الجميع.