Site icon IMLebanon

المستقبل و”طعنة” الحلفاء … القوى المسيحيّة في مواجهة مضبطة اتهام التيّار الأزرق القوات تتحدّث عن سيناريو أعدته غرف الممانعة بأهداف ملغومة

 

لا أحد يعرف بعد كم سيطول غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسية وكيف ستتحرك جماعات المستقبل وقياداته في الوقت المستقطع، فداخل المستقبل صدمة لم يتم استيعابها بعد وتشتت وضياع على صعيد القيادة والأرضية والقاعدة.

 

لا أحد ايضا يعرف كيف يتصرف المستقبليون في غياب الحريري، من سيقبل من الشخصيات بان يضحي بمستقبله وشعبيته ومن يكمل عمله السياسي ومن يترشح من منطلق حيثيته الإنتخابية فقط ولمن تذهب أصوات التيار الأزرق في غياب الرئيس الحريري .

 

أزمة المستقبل “أزمتين”، أزمة وجودية تتعلق باستمرارية التيار من دون قائد يدير المعركة ويوجه الجمهور وأزمة العلاقة مع الحلفاء وقد ظهرت معالم التوترات عقب خطاب الاعتزال الشهير وحفلة ردود الفعل عليه وتفاعلات القوى السياسية، اذ تحمل قيادات المستقبل القوى المسيحية جزءا أساسيا بخصوص ما جرى مع الحريري، وتؤكد مصادر المستقبل ان القوى المسيحية بفرعيها (العوني والقواتي) أخطأت حساباتها مع المستقبل ورئيسه وان رئيس حزب القوات سمير جعجع بموقفه الأخير يحاول تدارك خطأه لكنه تأخر، اما التيار الوطني فتاريخ مملوء بالانقلابات والتسويات ضد المستقبل.

 

من الواضح كما تقول مصادر سياسية ان علاقة القوات والمستقبل تدهورت بشكل كامل وتام مع انسحاب الحريري وتعليقه العمل السياسي وسيكون لها تبعات على الإنتخابات النيابية واذا كان هناك قرار بتجيير الأصوات المستقبلية لأحد، فالمؤكد ان المستقبل لن يجير أصواته للقوات.

 

التدهور في علاقة المستقبل والقوات ظهرت على لسان القيادات والنواب فالنائب وليد البعريني اتهم رئيس حزب القوات سمير جعجع بطعن المستقبل فيما اعتبر منسق الإعلام في المستقبل موسى عبد السلام ان” المستقبل علق المشاركة بالانتخابات وجعجع مصر على مشاركتهم”، فالمواقف المستقبلية تدل على خيبة أمل لدى تيار المستقبل من القوات ، أما مصادر القوات فتعتبر ان كل ما يجري هو صب الزيت على النار الحامي للعلاقة وتتهم القوات من تعتبرهم فريق” الممانعة” بمهمة توتير الوضع واعداد واختلاق سيناريوات لتوتير الأجواء.

 

اضرار انسحاب الحريري من المشهد السياسي تبدو واقعة بصورة مباشرة على المستقبليين قيادة وجمهورا وعلى الحليف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، فقرار تعليق العمل السياسي “اصاب زعيم المختارة باليتم السياسي” فالشيخ سعد زعامة كبيرة وله مكانة خاصة لدى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط وبينهما علاقة صلبة على الرغم من المحطات الخلافية وتاريخ من العلاقات السياسية والإنتخابية من أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري .

 

لم يستجب سعد الحريري لنداء المختارة فأسبابه أقوى من قدرة الزعيم الجنبلاطي بعد تراكم الأحداث والخسارات السياسية. غياب المستقبل ورئيسه سيرتب تداعيات على الجميع الا ان الضربة الأقسى هي لزعيم المختارة فما بين بيت الوسط والمختارة تاريخ من العمل السياسي والإنتخابي ورابط الدم الذي نشأ بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري .

 

اعتزال الحريري له تأثيرات سلبية أخرى على الحزب التقدمي الاشتراكي اذ يهدد المقاعد الدرزية في الشوف والبقاع الغربي وبيروت .

 

مع ذلك تقول مصادر المستقبل ان الأمور لن تتوقف عند تعليق العمل السياسي للحريري، فكلام رئيس المستقبل لا يعني الانقطاع الكلي عن السياسة بقدر ما هو مقاطعة الإنتخابات ترشحا وتأييدا وان قيادات المستقبل مستمرة بالعمل السياسي ومن خلال ما لديها من حيثيات شعبية.