لا يخفي احد القيادات السياسية الشمالية ان في طرابلس والشمال من ينتظر على ضفة النهر «جثة النظام السوري» بكل رموزه من الرئيس الى كل معاونيه، ولا يفتأ هؤلاء في طرابلس «يبشرون» بأن ايام النظام باتت معدودة، وانهم اليوم يستعدون لاستيعاب تداعيات هذا السقوط..
ما هي التحضيرات الجارية لاستيعاب تداعيات هذا السقوط؟ وعلى ماذا يؤسسون آمالهم ويبشرون؟
يكشف القيادي الشمالي ان احد قيادات التيار الازرق مع عدد من الكوادر بدأ في الآونة الاخيرة تتظيم هيكلية متعددة الاهداف والمهمات: سياسية – امنية – عسكرية – ادارية، وهذه الهيكلية شكلت لها ادارة ومتفرعات في الاحياء والمناطق ومن بين المهمات مسؤولية التواصل مع النازحين السوريين واجراء فرز بينهم هدفه كشف الموالين للنظام السوري واستنهاض المعارضين والاستفادة من خبرات بعضهم حيث ليس من سوري الا وخضع للخدمة العسكرية والكثير منهم خبراء في شتى انواع الاسلحة..
ويتحفظ هذا القيادي على ما بلغه من ترتيبات تعدها قوى 14 آذار في الشمال وخاصة في طرابلس فيقول ان الخطر يكمن في مخططات انتقامية للنيل من احزاب وتيارات قوى 8 آذار حلفاء سوريا الاسد والتحضير لاعلان طرابلس مدينة الرأي الواحد.
يؤكد القيادي ان هذا الكلام سيجد من ينفيه، والبعض الآخر سينبري لاعتباره مجرد هراء لكنها هي الحقيقة التي تعد في الكواليس وكأن سقوط النظام السوري بات حتميا وتداعياته ستطال الشمال لتمتد الى الساحة اللبنانية.
هنا تطرح تساؤلات عن سر هذا التبشير بالسقوط والتهويل الذي ازداد اعلاميا في الايام الاخيرة ويسوق له من خلال تصريحات وزراء ونواب وقيادات تيار المستقبل وقوى 14 آذار؟
يعرب القيادي الشمالي عن اعتقاده بأن سفارات عربية وخارجية اوعزت الى حلفائها على الساحة اللبنانية باطلاق هذه «البشرى» واعتبارها معلومات،وانها بداية حرب اعلامية – نفسية تستهدف اولا حلفاء سوريا في فريق 8 آذار، وبالتالي تستهدف الشعب السوري لاحباطه وتيئيسه وان نصف الحرب الاعلامية هي نصف المعركة.
ويقول القيادي ان المخطط المرسوم لشمال لبنان تم احياؤه من جديد وان الانظار اليوم على مدينة حمص وريفها حيث سقوط هذه المدينة يعني تمدد الارهابيين مباشرة ودون عناء الى عكار وطرابلس حيث الحلم الارهابي التكفيري بمرفأ او منفذ بحري من خلال مرفأ العبدة في عكار ومرفأ طرابلس يصبح بقبضتهم وتنشأ حينئذ الامارة الارهابية التكفيرية بعد ارتكاب مجازر على غرار ما يحصل في مناطق سيطرة «داعش».
لكن هل يستطيع الارهابيون تحقيق هذا الهدف؟
باعتقاد قيادات في التيار الازرق ممن لهم اتصالات مع منظمات تكفيرية ان مسألة تمدد «داعش» الى حمص هي مسألة ايام منذ سيطرة «داعش» على تدمر والمخطط جار للتوجه الى حمص وان دمشق باتت محاصرة – حسب رأي هذه القيادات والوضع في الرقة والحسكة وحلب وادلب بات صعبا للغاية وكلها مؤشرات الى قرب انهيار النظام السوري.
ولكن الذي لا يعرفه هؤلاء الواهمون – يقول القيادي الشمالي – ان الجيش السوري حقق انتصارات على الارهاب التكفيري بالغة الاهمية بالرغم من الابواق الاعلامية الـ«داعشية» التي تقلب الحقائق. فالوضع الميداني ان الجيش السوري بدأ تطهير محافظة درعا بعد أن صد هجمات مدفوعة من «الموك» الاردنية، وسيطر الجيش السوري بالكامل على الاوتوستراد بين دمشق والحدود السورية – الاردنية، كما جرى تطهير كوباني وانتصارات في الحسكة وحلب وادلب، طبعا بالاضافة الى ما يحققه الجيش السوري وحزب الله في جرود القلمون وعرسال وعلى المقلب اللبناني تصدي الجيش اللبناني لفلول الارهابيين ومحاصرتهم وتوقيف من يحاول الفرار والتسلل.
ويضيف القيادي ان دخول «داعش» الى تدمر جاء بعد انسحاب الجيش السوري منها فهي منطقة صحراوية دونها صعوبات ايصال التموين والتسليح ولم يكن فيها سوى قرابة المئتي جندي وقد ارتأت القيادة السورية الانسحاب التكتيكي حماية لارواح العسكريين وقد دخل اليها «داعش» الذي بات محاصرا ومن الصعوبة بمكان ان يتمدد خارج تدمر المحاصرة بل من السهولة بمكان القضاء على «داعش» لكن هناك اولويات ،وقد بدأ الاستعداد لاستعادة تدمر، ولذلك فان حلم «داعش» ومعه «الحالمون» في لبنان بعيد المنال بل سيكون نصيبهم الاحباط.
يقول القيادي لعل الغزل الروحي بين مجموعات تكفيرية في طرابلس والشمال وبعض القيادات الطرابلسية مرده الى تلك الاوهام وقد فاتهم ان النظام السوري يحقق الانجازات الميدانية بل ان مناعة الجيش السوري قادرة على التصدي للارهابيين الذين يتطلعون الى الحدود اللبنانية – السورية.
يؤكد القيادي ان حلم «داعش» بامارة في الشمال هو حلم «ابليس بالجنة». وان من ينتظر جثة النظام السوري قد ينتظر قرنا من الزمن… فكل المؤشرات ان تلك الحرب الكونية على سوريا بدأت تتساقط اوراقها وتتداعى وتترنح وما على هؤلاء الذين يحلمون بقرب السقوط الا الاعتراف بالحقيقة.