Site icon IMLebanon

المستقبل» و«8 آذار».. لحماية الحكومة

تنطلق جولة «كتلة المستقبل» النيابية على المرجعيات السياسية، من عنوانين كبيرين هما: عرسال و «التعطيل الحكومي».

في الظاهر، تبدو الجولة تعميقا للخلاف القائم بين فريقي «8 و14 آذار»، كونها ترفع من حدة السجال السياسي مع «حزب الله» على وجه الخصوص، إذ، في موضوع عرسال، يذهب المستقبليون بالمسألة بعيدا عبر رفض ما يسمونه «استهدافا» لعرسال البلدة.

في هذا الموضوع يبدو الخلاف كبيرا. يرفض «المستقبل» العملية العسكرية للحزب في جرود عرسال ويعتبر انها تستهدف، وان لم تعلن ذلك، عرسال البلدة التي تم تكليف الجيش اللبناني الدفاع عنها وعن جرودها. ويشير النائب أحمد فتفت لـ «السفير»، الى ان ثمة خشية لدى التيار من «الافتراءات المتزايدة على عرسال عبر القول ان أمير جبهة النصرة في القلمون يختبئ فيها». كما يلفت النظر الى الخشية أيضا من عدم توفير غطاء، «لا بل القيام بحملات تشويش على الجيش لإبعاده عن تولي الامور في المنطقة».

لكن في مسألة «التعطيل الحكومي»، لا تبدو المواقف متباعدة. حيث يكثر الحديث المستتر اليوم حول أن «حزب الله»، أو غيره من قوى «8 آذار»، لن يجاري رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون في مسعاه لتعطيل الحكومة، اذا ذهب الاخير اليه.

والواقع ان هذا الامر، ان حصل، سيكون محل تقدير مستقبلي، إذ يعتبر «تيار المستقبل» ان تعطيل الحكومة من شأنه ضرب البلاد في هذه المرحلة الدقيقة، داخليا واقليميا، كما يؤكد فتفت.

وقد التقت الكتلة حتى الآن في جولتها خلال الايام الماضية، الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع. كما التقى وفد من التيار «الامانة العامة لقوى 14 آذار».

أمس، تابع الوفد جولته والتقى رئيس الحكومة تمام سلام، قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، على ان يجتمع بقوى «مسيحية مستقلة» في الفترة المقبلة، علما ان عناوين جولته لم تكتمل بعد.

عند سلام، سمع الوفد كلاما واضحا برفض التعطيل، وبالتمسك بصلاحيات رئيس الحكومة، سواء على صعيد جدول الاعمال، او في موضوع تحديد مواعيد الجلسات. من هنا، لن يتنازل سلام عن تفعيل مجلس الوزراء، وهو يريد استيعاب المرحلة مؤقتا، لكنه لن يسمح بتعطيل الحكومة او سؤاله حول كيفية مناقشة أولوياته الحكومية.

على هذا الصعيد، يقول فتفت ان «المستقبل» لن يتنازل عن التمسك بصلاحيات رئاسة الحكومة «التي نرفض التطاول عليها أو التغاضي عنها».

وكان فتفت أوضح، بعد لقاء سلام، أنه تم إطلاعه على «أجواء الجولات التي قمنا بها على القوى السياسية، والتي تؤكد اعتراض كل هذه القوى على إمكان تعطيل مجلس الوزراء ومصالح الناس المرتبطة جدا بما يجري داخل هذا المجلس».

وأشار إلى أنه «في ظل بدء الموسم السياحي والزراعي وتعطيل تصدير المنتجات الزراعية وكذلك الصناعية، الذي لا يؤثر فقط على نسبة 40 في المئة من الشعب اللبناني الذي تُشكل الزراعة مصدر دخله، بل يؤثر على كل الدورة الإقتصادية وعلى مداخيل الدولة اذا لم تلجأ الى تخصيص مبلغ 21 مليون دولار اميركي لتصدير المنتجات الزراعية».

وأكد أنه كان هناك تفاهم كامل مع سلام على الإشادة بالقرار الصادر عن مجلس الوزراء والذي كلف الجيش اللبناني مهمة الدفاع عن بلدة عرسال والحدود الشرقية.

واعتبر «ان الجيش اللبناني هو المؤهل والوحيد الذي يملك الإمكانات والغطاء السياسي الكامل من كل الشعب اللبناني للقيام بواجب الدفاع عن كل القرى اللبنانية، أيا تكن إنتماءاتها الطائفية أو السياسية من دون استثناء، وبالتالي هذا الموضوع يهمنا جدا كما يهم كل الشعب اللبناني الذي كان يقول له دائما: الأمر لك، وليس فقط بشكل استنسابي، ويهمنا ان يكون الشأن العسكري والدفاع من شأن المؤسسات الرسمية والجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية».

وفي اليرزة، تناول الوفد مع قهوجي الاجراءات التي نفذها الجيش على الحدود الشرقية، لمنع تسلل الارهابيين باتجاه الاراضي اللبنانية والحفاظ على سلامة اهالي القرى الحدودية.