IMLebanon

المستقبل: حلفاء عون تخلوا عن دعمه

ستبقى جلسات مجلس الوزراء تدور في حلقات مفرغة وبالتالي سيواصل رئيس الحكومة تمام سلام دوره كضابط ايقاع لهذه الجلسات ممسكا بحكومته ولن يدعها تسقط على الرغم من ممارستها الرقص على حافة الهاوية.

وهذا ما تشير اليه اوساط في تيار المستقبل اذ تؤكد أن المواقف التي تصدر عن البعض بعد الجلسات انما هي لتسجيل مواقف لا اكثر ولا اقل، مشيرة الى ان وزراء التيار الوطني الحر يسعون من خلال ما يصرحون به بعد الجلسات للايحاء بأنهم مستمرون في معركتهم التي تشعّبت من آلية مجلس الوزراء ثم حقوق المسيحيين وصولا الى التعيينات الامنية وهنا بيت القصيد، لكن يلاحظ وفق معلومات نقلتها مصادر المستقبل من جهات ديبلوماسية عربية بأن الحكومة خرجت من المطبات الهوائىة الحكومية واستقرت وذلك مرده الى جملة عناوين بداية المخزون الهائل للصبر الذي يتمتع به سلام تاليا وهنا الاهم في سياق هذا الاستقرار ما يمكن في «الطحشة» الديبلوماسية تجاه السراي الكبير حيث انشغلت دول كبرى واقليمية بالشأن الحكومي في لبنان خوفا من سقوط الحكومة لما يؤدي ذلك الى مخاطر لا تحمد عقباها وخصوصا في هذه المرحلة الحرجة والمفصلية بامتياز وقد نجح هؤلاء السفراء المعنيون بالملف اللبناني من خلال توجهات دولهم في نقل رسائل حاسمة وحازمة في آن لمن يفكر باستقاط الحكومة.

وتقول مصادر المستقبل ان لزيارة السفير السعودي علي عواض عسيري الى السرايا الاثر البالغ في اقناع سلام بالعدول عن فكرة الاستقالة اذ نقل السفير عسيري حرص الرياض على الاستقرار والامن في لبنان وتقدير المملكة لدور سلام الوطني وبمعنى اخر ان السعودية وبما لها علاقات وطيدة وتاريخية مع لبنان ورئىس الحكومة واطراف كثيرة ما مكنها من فرملة استقالة الحكومة لان لهذا الامر عواقب وخمية في الظروف الراهنة.

وفي سياق متصل بدا جليا ان تحرك التيار العوني اصيب بسلسلة خيبات تضيف مصادر المسقبل فالتظاهرة الاولى لم تكن موفقة اطلاقا لا على المستوى السياسي او الشعبي وخصوصا الاصطدام مع الجيش اللبناني وكان واضحا تخلي حلفاء عون عن دعمه ونقلوا اليه انهم لا يحبذون حاليا وفي الاجواء الدقيقة التي يجتازها البلد النزول الى الشارع، لا بل اكثر من ذلك لا يميلون الى اسقاط الحكومة باعتبارهم يقدرون ماهية الوضع الاقليمي والاجواء الدولية وما يجري في المنطقة من حروب وتطورات بمعنى التفكير بأي خطوة غير محسوبة النتائج سيكون لها انعكاسات سلبية على كل البلد وليس على طرف معين.

وفي السياق عينه تقول مصادر المستقبل ان معطيات كثيرة تغيّرت عن مرحلة القمصان السود واسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري محلياً واقليمياً ودولياً، اضافة، هناك اداء مغاير لبعض الوزراء من الذين شكّلوا توازناً مثل وزير العدل أشرف ريفي الذي يواجه ويرفض التطاول على رئيس الحكومة. وقد شكّل ريفي حالة لهذه الحكومة عبر تصديه لبعض الوزراء والامر لم ينحصر في خانة مذهبية او سياسية بل في الاطار الوطني العام.

من هنا يمكن القول إن تلك العوامل والاسباب والظروف المشار اليها أبقت الحكومة السلامية حيّة تُرزق بحسب مصادر المستقبل على الرغم من عدم الانتاجية والتجانس والتوافق بين مكوّناتها، وعليه أضحت، وفق المطلعين على ما دار من اتصالات ومشاورات في الآونة الأخيرة، خطاً أحمر وليس بمقدور أي طرف أن يُقدم على اسقاطها أو فرض شروطه وسياسيته عليها.