المؤشرات تدل على أن التسويات آتية إلى لبنان ربطاً بـ«النووي»
«المستقبل»: قائد الجيش أهون الحلول.. رئاسياً
شهد الأسبوع محطات بدت عادية في سياق تطور المواقف والحراك السياسي في لبنان والمنطقة: زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى بيروت. تظاهرة لـ «التيار الوطني الحر». لقاء في فرنسا بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط. غداء، او تقصُّد الظهور العلني الودي، بين قائد الجيش جان قهوجي والعميد شامل روكز. قد تبدو هذه الأحداث غير مترابطة، لها مساراتها المختلفة، إلا أن في لبنان اليوم كل الدروب تتقاطع عند الاستحقاق الرئاسي.
في قراءة أحد المسؤولين المطلعين في «تيار المستقبل» فإن «ما جرى خلال هذا الاسبوع ستُقرأ نتائجه في الاسابيع المقبلة. هو يندرج في إطار المرحلة الجديدة التي تلت توقيع الاتفاق النووي ومهّدت لتسويات ومخارج ستطال لبنان».
يبدي المسؤول تفاؤله «بانتخاب رئيس للجمهورية في فترة غير طويلة نسبياً. فكل المؤشرات، وآخرها موقف وزير الخارجية الإيرانية من الحكومة اللبنانية والاستقرار، تعكس الرغبة الإقليمية والدولية بحفظ استقرار البلد. وهذا ما يُفترض أن يتطور باتجاه وصول رئيس».
في تحليل المسؤول أن «المؤشرات توحي أن العماد جان قهوجي هو الأوفر حظاً في هذا المجال». لا يقولها بحماسة، ويشرح مبرراً «حتى فترة قريبة كان العماد قهوجي مرشح 8 آذار، وتحديداً حزب الله. فجأة، ومن باب النكايات وردّات الفعل الطفولية، إذا جاز التعبير، يصبح قهوجي مرشحنا غير المعلن لمجرد أنه على خصومة اليوم مع ميشال عون الذي يريد منعه من الوصول الى الرئاسة». يحرص المسؤول على تجاوز أي انتقاد او تحفظ شخصي على قهوجي، لكنه لا يتردّد في الإجابة على سؤال «كيف يمكن أن يصبح مرشح حزب الله مرشح المستقبل؟» بالقول «نحن فقط في موقع ردّ الفعل». يضيف «في حزب الله مَن يخطط ويرسم الاستراتيجيات، ونحن نقوم بالردّ على كل موقف او فعل على حدة. يتقاطع ذلك مع موقف عدد من الدول الخارجية، كل لحساباتها، التي لا تمانع اختيار قائد الجيش باعتباره أهون الحلول والأقل كلفة».
لكن هل يمكن لـ «حزب الله» أن يذهب بعيداً الى هذا الحد في «كسر» عون وعدم الوقوف على رأيه؟ وقد بات معروفاً أن «لا» عون الكبيرة التي يرفعها ضد قهوجي لا تنبع من ملاحظاته على أدائه في المؤسسة العسكرية بل من بقائه مرشحاً قوياً لرئاسة الجمهورية، وهو ما يعتبره عون تجاوزاً، لا بل اعتداء على حقوقه. فهل يمكن لـ «حزب الله» أن يُغضب عون الى هذا الحدّ؟
للمسؤول الرفيع في «المستقبل» قراءته الخاصة في هذا المجال. فهو يرى أن «حزب الله يترك عون منذ فترة يخسر الورقة تلو الأخرى، وكانت آخر ترجمات هذه السياسة التظاهرة الهزيلة التي دعا اليها «التيار الوطني الحر»، من دون أن يدعمه بأية طريقة من الطرق من النصح الى الأرض وما بينهما. وسيواصل الحزب سياسته الى أن يصبح عون أضعف من قدرته على الاعتراض على انتخاب قهوجي».
وهل «المستقبل» في موقف المتلقي فقط؟ ما هو موقفه من ترشيح العماد قهوجي؟ يجيب السياسي ضاحكاً «سيصبح قهوجي مرشحنا أيضاً».
هذا الكلام قد يكون له ما يستند اليه في بعض المؤشرات. فقد توقف كثر عند زيارة جنبلاط للحريري وما لم يرشح منها، خصوصاً لجهة الانتخابات الرئاسية. كما حظي الغداء الذي جمع العماد قهوجي والعميد روكز بحصّته أمس من التعليقات والمداولات. فقد اعتبر سياسي مستقل أن هذا «الغداء أرسل اشارة واضحة أن العلاقة بين الرجلين يسودها الاحترام والصداقة. لكنه عزّز الفكرة التي روّجتها بعض الأوساط بأن ينال الاول منصب رئاسة الجمهورية والثاني قيادة الجيش. أما الإخراج فلن تعدم المخيلة اللبنانية الخصبة من تطويع قانون من هنا او موقف من هناك».