IMLebanon

عزوف «المستقبل» عن الانتخابات يدفع نحو خيار مرشحي العائلات

 

من هو «الانتحاري السُّني المستقل» الذي سيتحالف مع «القوات» و«التيار»؟

 

لا شك ان قرار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عدم المشاركة في الانتخابات، سبّب الكثيرمن الارباك والازعاج لحلفاء سابقين سياسياً وإنتخابياً كالقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، لا سيما بعد تأكد كل الاطراف ان الانتخابات حاصلة في موعدها وكل الاجراءات متخذة لإجرائها وإنجاحها سواء داخل لبنان او في الاغتراب، وآخردليل هو تعيين مجلس الوزراء الاعضاء الثلاثة في هية الاشراف على الانتخابات بدل الاعضاء المستقيلين ما يعطيها صفة اكتمال النصاب في عملها، عدا صرف سلفة خزينة لكلفة الانتخابات، فيما الاتصالات جارية مع الدول المانحة والصديقة لتمويل ما تبقى عن احتياجات مالية ولوجستية.

 

تأكد الاطراف من ان الانتخابات حاصلة  دفعها الى حسم الكثير من ترشيحاتها في الدوائر سواء ترشيحات القوى السياسية او المجتمع المدني والمستقلين، واعلان بعضها رسيماً كما تفعل «القوات» كل فترة لا سيما في الدوائر المسيحية الخالصة مثل الشمال الثالثة (البترون – الكورة – زغرتا وبشري)، و جبل لبنان الاولى (كسروان – جبيل)، والحبل على الجرّار. لكن بقيت معضلتها في تشكيل اللوائح واختيار مرشحين من الطائفة السنية في الدوائر التي توجد فيها كتلة ناخبة سنية كبيرة مثل زحلة والشوف وعكار.

 

وافادت المعلومات ان الترشيحات ذات الطابع العائلي عادت تظهر بقوة في دائرة زحلة، بحيث بدأت القوى السياسية تختار مرشحيها السنة من هذه العائلات امثال الميس وميتا والشحيمي وعراجي ومعدراني وسواها من عائلات تدور في الفلك السياسي لتيار المستقبل بشكل او بآخر ولكن من بينها مستقلون. حيث يتردد انه من بين الاسماء المطروحة للترشح الدكتور بلال الشحيمي والدكتور سليمان معدراني ، وان حزب الله قد يتبنى ترشيح الدكتور رضا الميس على لائحته، فيما قد تختار ميريام سكاف المهندس رمزي الشحيمي، فيما ما زال النائب الحالي الدكتور عاصم عراجي يزين الامور .قبل ان يقررموقفه.

 

والحال ذاته في عكار، حيث الولاءات العائلية والشخصية تطغى احياناً كثيرة على السياسية لا سيما في غياب المرجعية السياسية القوية،وكذلك في اقليم الخروب يجريالبحث عن مرشحين من العائلات، لكن ما زال هناك النائب الحالي محمد الحجار الذي يملك حيثية وازنة ويطالبه ناخبوه «بعدم إخلاء الساحة»، لكنه لم يقرر موقفه بعد من الترشح ومع من يتحالف اذا قرر، بينما يتردد ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سيرشح عضو نقابة المحامين سعد الدين الخطيب على لائحته الى جانب النائب الدكتور بلال عبد الله.

 

وهناك الكثيرون خارج عباءة «المستقبل» من اصحاب الخيارات السياسية المؤيدة للأحزاب الاخرى كاللواء علي الحاج، او من المستقلين والمجتمع المدني وشخصيات من العائلات السنّية الكبرى. ولعل انتخابات العام 2018 اظهرت وجود هؤلاء في دائرة الشوف وفي طرابلس. ولكن لن يذهب هؤلاء للتحالف مع «القوات» بسهولة، بينما ثمة كلام عن اتصالات لبحث إمكانية التحالف في بعض الدوائر لم تصل الى نتيجة بعد بين «القوات» والجماعة الاسلامية.

 

وبالنسبة للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والقوى الاخرى مثل حزب الكتائب، فثمة إرباك واضح في إختيار المرشحين الاقوياء من السنة نتيجة موقف تيار المستقبل السلبي من التحالف مع القوات والتيار، بينما حُسمت الى حد كبير لائحة قوى 8 آذار في الشوف بترشيح اللواء علي الحاج في بتحالف التيار الحر والنائب طلال ارسلان والوزيرالاسبق وئام وهاب والمحامي ناجي البستاني، فيما يتردد الكلام عن احتمال تحالف «القوات» مع مرشحي اشرف ريفي في طرابلس والمنية والضنية، ولكن مع وجود قوى اخرى وازنة وقادرة على الفوز «كتيار الكرامة» برئاسة النائب فيصل كرامي، ووجود وزان للنائب المستقل جهاد الصمد في الضنية، وآل الخير في المنية، يجعل حظوظ تحالفات «القوات» في هذه الدائرة شبه معدومة.

ad

 

اما في البقاع الغربي، فالاتصالات قائمة بين تيار النائب عبد الرحيم مراد وثنائي امل وحزب الله والتيار الوطني الحر والنائب ايلي الفرزلي، لكن لم تتظهر نتائجها بعد، وثمة حديث عن عوائق امام مرشح التيار الحر على اللائحة قد تنتهي الى عدم التحالف نتيجة الشروط والشروط المقابلة. بينما تعاني «القوات» نفس المشكلة في هذه الدائرة،  كما تعاني و«التيار الحر» نفس المشكلة في بعلبك الهرمل برغم محاولاتها الإتفاق مع شخصيات سنية مستقلة وحتى شيعية مستقلة.

 

وعلى هذا يجري البحث عن مرشح «انتحاري» من المستقلين يكون على لوائح الطرفين في الدوائر التي توجد فيها نسبة ناخبين سنّة عالية، وهو غير متوافر حتى الآن لا في عكار ولا في زحلة ولا في الشوف. فمن هو «الانتحاري المستقل» الذي سيترشح إن لم تكن لديه حيثية كبيرة في منطقته؟.