IMLebanon

اوساط المستقبل تسرد مسار المواجهات بين الحريري ونصر الله

لم تنج الحكومة في جلستها الاخيرة من انفجار على خلفية رغبة وزراء الثنائي الشيعي بزيارة العاصمة السورية وذلك بعد أن صنّف رئيس الحكومة سعد الحريري هذا الموضوع في خانة الملفات الخلافية المفترض اخراجها من التداول، تاركاً بذلك الحرية للوزراء لزيارة دمشق دون غطاء حكومي، لا سيما ان هذا الأمر وزع القوى الحكومية الى محاور في حين سجل رفض قوي لوزير الداخلية نهاد المشنوق لهذه الخطوة وما قد تحمله من أبعاد نتيجة المقاطعة العربية -الدولية الواسعة للرئيس السوري بشار الاسد.

فعدم انفجار الحكومة يعود الى التفاهم القائم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبين الحريري على عدم اثارة الملفات الخلافية ومحاولتهما الحفاظ على سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان والتي انسحبت على مناخ الجلسة الاخيرة فلم يحصل اي انفجار. لكن هذا الموضوع لم يكن أوّل خطوة تحمل مواجهة بين فريق «8 آذار» وبين الحريري الذي قرر عدم التفاعل مع التحديّات الى حدّ تفجير البلاد وتوتيرها سياسيا، بحيث ان ثمة محطات سابقة شكلت استفزازا له هي في حد ذاتها تحمل ارادة ايرانية بايصال رسائل الى الادارة الاميركية، واذ تسرد أوساط رفيعة في «تيار المستقبل» جملة محطات سابقة وفق التالي:

– أولا: كان أعلن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله امكانية انطلاق المقاومة من الجانب السوري منذ مدة، محاولا بذلك توسيع الجبهة في مواجهة اسرائيل. لكن الذي بدا اخيراً، أن تفاهما روسيا – اميركيا شمل دولا اقليمية الى جانب الاردن صنّف منطقة جنوب سورية المتاخمة على أنها منطقة معزولة السلاح، وتم ابعاد حزب الله عنها.

– ثانيا: في مجال التحدي الداخلي اصطحب «حزب الله» وفدا اعلاميا موسعا الى الجنوب اللبناني ليظهر بأنه هو صاحب السلطة والقرار في تلك المنطقة، فجاء رد رئيس الحكومة سريعا باصطحابه في اليوم التالي وزير الدفاع وقائد الجيش وعدداً من المسؤولين الى تلك المنطقة، ساحبا بذلك هذه الورقة من يد حزب الله التي رفعها كتحد للولايات المتحدة والمجتمع الدولي الذي اصدر القرار 1701 ومعني في حمايته.

– ثالثا: اعلن السيد نصرالله بأن لبـنان سيـكون ممرا لكل الذين يريدون محاربة اسرائيل، قائلا أنه سيكون الى جانب «حزب الله» مجاهدون يأتون لبنان من كل الجنسيات.

– رابعا: عمد حزب الله الى مباشرة عملياته العسكرية في عرسال على وقع زيارة الحريري الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب، فهدف الحزب الى إرباكه واحراجه، الا ان رئيس الحكومة تجاوز هذا الواقـع كما تجـاوز اتهـام ترامب لحزب الله بالارهابي، بحيث تمكن الحريري من تحقيق هدفه مع الادارة الاميركية بتحييد لبنان عن الهجمة الواسعة للعـقوبـات التي كانت مفترضة، ليتم حصرها بأسماء استنادا الى وقائع.

ولذلك تجد هذه الاوساط أن موضوع زيارة سورية لا يشكل تحديا لأن الحريري يعلم بأن ثمة قرارا باستعمال لبنان من جانب ايران للتخفيف من ضغط واشنطن عليها ولذلك يسعى رئيس الحكومة لتحييد الواقع اللبـناني عن هذا المسـار فزيـارة الوزراء الى سوريا ليست أمرا محوريا طالما أن حزب الله موجود بقوة في الداخل السوري سياسيا وعسكريا ولن تأتي الزيارة أكثر من محاولة خلاف داخل الحكومة تمكن الحريري بالتنسيق مع رئيس الجمهورية من ابعاده عن صفوفها.

أما في ما خصّ عملية عرسال فان رئيس الحكومة يعتبر أن قرار مباشرة المعركة ضد «داعش» يعود الى قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، وهو القادر على تحديد بدايتها، مشيرة الى ان الجيش سيكون امام مواجهة حادة خصوصا ان الجانب السوري بدأ يضيّق في الداخل على المجموعات الارهابية التي وجدت طريقا لها نحو جرود القاع وبعلبك، حيت يتضاعف عدد الارهابيين، وقد سجلت الاوساط ارتياحها الى نجاح الجيش في حماية المخيمات ومدينة عرسال من تسلل الارهابيين اليها.