رغم السياسة الاقتصادية الانعزالية التي يتبعها اكبر اقتصاد في العالم ومحاولاته جر العالم الى تبنيها، تبقى قوى التغيير الطبيعية هي الاقوى. والمستقبل لن يكون الا للعملات الرقمية التي تخترق وتتجاوز كل الحدود والمركزيات.
اعتبرت الصين ان الولايات المتحدة الاميركية تقود اكبر حرب تجارية في التاريخ، وهي تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية وتمثل سلوكا تجاريا متسلطا تقليديا، ما يشكل تهديدا خطيرا للاقتصاد والصناعة العالمية، وستؤدي إلى اضطراب الأسواق العالمية وتشكل ضربة للعديد من الشركات المتعددة الجنسيات والمستهلكين، وسوف ترتد على الاقتصاد الأميركي نفسه.
على صعيد آخر، وفي حرب من نوع مختلف تتعرّض العملات الرقمية حالياً لهجومات قاسية وقادرة على ابطاء تقدمها او حتى الغاء عدد كبير منها. وتأتي اشرس هذه الهجومات من السلطات النقدية والمراجع المالية العالمية الكبرى. اكانت هذه الهجومات ظاهرة ومباشرة او مستترة وغير مباشرة. وسوف تتجه غالبية البنوك المركزية الى اطلاق عملاتها النقدية الخاصة في اطار تنظيمي وجذاب ومطمئن وآمن. الجميع يريد التفلت من السياسات الخاطئة ومن القرارات المالية التي تخدم السياسيين اكثر مما تخدم أصحاب الاموال او حتى القطاعات الاقتصادية.
في الفترة الأخيرة، انتشرت الكثير من التوقعات والتنبؤات حول مستقبل العملة المشفرة «بتكوين». فالبعض رأى أنها ستسجّل أرقاماً قياسية، والبعض الآخر اعتبر أنها ستنهار قريبا. وذلك نظرا للتقلبات الحادة التي تعرّضت لها وخصوصا منذ مطلع هذا العام. لكن مع مرور الوقت يتبين أن فكرة وصول «بتكوين» إلى الصفر هو مجرد خيال او امنية غير مرتبطة بالواقع. هذا التشكيك بمصير «بتكوين» ينطلق من واقع ان العملة الافتراضية سجلت مع نهاية العام الماضي 2017 أرقاما قياسية غير مسبوقة، واقتربت قيمتها من الـ 20 ألف دولار، ولتتراجع بشكل حاد مع بداية هذا العام، الأمر الذي جعل الخبراء والمحللون الاقتصاديون يحذرون المستثمرين من الاستثمار بها الامر الذي ترافق مع تنبؤهم بانهيار سوق العملات الرقمية.
لكن، وبرأي آخرين، فان انهيار واختفاء العملات الرقمية لن يحدث. وبالعودة إلى الوضع الحالي، فإن «بتكوين» مازالت تنمو، لا بل انها اصبحت نظاما ماليا وتقنية حديثة يتم اعتمادها حتى في بعض البنوك، وأصبح من الصعب الاستمرار بدونها.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه بعض الدول مثل الصين وبريطانيا حظر العملات الرقمية، أعلنت دول أخرى اعتمادها كعملة رسمية، الأمر الذي دعم «بتكوين» بشكل كبير وساهم في ارتفاع قيمتها، كما أن الدول التي تحاربها لن تجني منفعة لأنها في النهاية تحارب شيئا غير ملموس.
تعد «بتكوين» من العملات البارعة في التطور والتكيف، فهي تستند إلى قيمتها الجوهرية ومحكومة بأغلبية الأصوات، ومع تغير الأحوال وظهور عقبات وعوائق جديدة في طريقها، سوف يختار المجتمع المسار الأفضل وهو الذي يساهم في بقائها، وربما يكون هناك معارك وحروب، ولكن في النهاية كل التطورات التي تتعرض لها «بتكوين» وغيرها من العملات الافتراضية سوف تساهم بشكل غير مباشر فى بقائها.
وتعتبر الجهات التي تعمل من أجل نشر اعتماد تقنية «بلوكشين»، أن هذا النظام الجديد «بلوكشين» هو حل لمشكلات الماضي، وتؤكد أن بتكوين لن تذهب إلى الصفر أبدًا، لأنها تمثل تحوطًا وضمانة ضد هبوط العملات وتراجع الاقتصاديات غير النشطة.
وتعتبر هذه الجهات إن العملات الرقمية عملات قائمة على أرض صلبة، وبالتالي من الصعب أن تختفي، فهذه التقنيات قوية جدًا، وسلاسلها الرقمية لا يمكن أن تختفي بسهولة.
اسواق الاسهم تتضرّر
قال خبراء لدى بنك أوف أميركا ميريل لينش إن المستثمرين سحبوا أموالا من أسهم الأسواق الناشئة والأوروبية على مدى الشهرين الماضيين مع التأثير السلبي للمخاوف بشأن حرب تجارية. وقال البنك إن نحو 24 مليار دولار سُحبت من صناديق الأسهم الأوروبية و13 مليار دولار من أسهم الأسواق الناشئة في الأسابيع الثمانية الفائتة في الوقت الذي كثّفت فيه الولايات المتحدة هجومها على شركائها التجاريين الرئيسيين. وفرضت واشنطن يوم الجمعة رسوما على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار وردت بكين بالمثل. وحذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن الولايات المتحدة ربما تستهدف فرض رسوم على سلع صينية تزيد قيمتها عن نصف تريليون دولار في نهاية المطاف.
وفي أسبوع، سحب المستثمرون نحو 2.9 مليار دولار من الأسهم الأوروبية، ليستمر نزوح التدفقات من أسهم أوروبا للأسبوع السابع عشر على التوالي، فيما خسرت صناديق أسهم الأسواق الناشئة مليار دولار لتواصل تكبّد خسائر للأسبوع السابع على التوالي.
أسواق العملات
جرى تداول الليرة اللبنانية الاسبوع الفائت ضمن نطاق تراوح بين 1514 و 1514.50 ليرة للدولار الواحد دون تغيير يذكر عن الاسبوع السابق، مع استمرار ربط الليرة بالدولار بدعم من احتياطي النقدي من العملات الاجنبية لدى مصرف لبنان والذي بلغ 44.16 مليار دولار كما في نهاية شهر حزيران المنصرم. ويترافق ذلك مع ميل واضح في السوق المصرفية للتحول الى الدولار على حساب الليرة. وظهر ذلك بارتفاع نسبة الدولرة في الودائع المصرفية من 65.84% في نهاية العام 2017 الى 68.35% نهاية ايار الماضي.
وفي الاسواق الخارجية ارتفع اليورو الاسبوع الماضي بنسبة 0.31% مقابل العملة الاميركية الى 1.1685 دولار. وقد استفاد اليورو من تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الاميركية والصين. لكن مكاسب اليورو بقيت محدودة.
ولم يستفد الذهب من المخاوف المتزايدة من تصاعد حدة الحرب التجارية. وبقي في دائرة الضعف عموما، وذلك رغم تسجيله مكاسب محدودة رفعته من 1250.98 دولارا الى 1253.13 دولارا للاونصة طوال الاسبوع الماضي.
النفط
على مدار الأسبوع تراجع الخام الأميركي حوالي 0.5 بالمئة رغم أنه سجل يوم الثلاثاء أعلى مستوى منذ تشرين الثاني 2014 . وينهي برنت الأسبوع على خسارة حوالي 3 بالمئة.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة إن إجمالي عدد الحفّارات النفطية النشطة في أميركا، وهو مؤشر أولي للانتاج مستقبلا، زاد بمقدار خمسة حفّارات في الأسبوع المنتهي في السادس من تموز، ليصل إلى 863 بزيادة قدرها 100 حفّارة عن العام الماضي.