حوار «المستقبل» و«حزب الله» قائم ومستمر
لكن لقاء الحريري ونصر الله دونه صعوبات
إذا كان «حزب الله» لا يزال على موقفه الرافض لحضور جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، إلا في حال الاتفاق على انتخاب حليفه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، إلا أنه في المقابل، يريد الإبقاء على حواره الثنائي مع «تيار المستقبل»، باعتباره حاجة وطنية تفيد في ترسيخ دعائم التهدئة والاستقرار في لبنان، كحلقة من حلقات الحوار المطلوبة بين الأطراف اللبنانية، لا بل إن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، لم يمانع في لقاء رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، إذا وجد أن هناك ضرورة لمثل هكذا لقاء والذي ربطه بحصول تقدم على صعيد الحوار الثنائي، وإن أشار إلى أن ظروف اللقاء غير متوافرة حالياً، وهذا ما يؤكد تالياً أن «حزب الله» يحرص على استمرار الحوار مع «المستقبل»، بصرف النظر عن التطورات الأخرى المتصلة ببقية الملفات، انطلاقاً من أهمية أن يبقى التواصل بين الطرفين، بالنظر إلى الإيجابيات التي استطاع تحقيقها وتحديداً بالنسبة إلى إشاعة أجواء من الاستقرار والهدوء ونزع فتائل التوتير الطائفي والمذهبي، في حين أن «تيار المستقبل» الذي يأخذ على «حزب الله» تماديه في التعطيل والتحامل على المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، يرى أن هناك ضرورة أيضاً لمتابعة هذا الحوار من أجل مصلحة البلد وضماناً للسلم الأهلي، وهذا ما أشار إليه الرئيس الحريري في أكثر من مناسبة وحتى في حمأة الاشتباك السياسي والكلامي مع «حزب الله»، طالما أن مصلحة البلد تتقدم على أي اعتبار.
والسؤال الذي يُطرح هنا: هل يمكن أن يقود استمرار هذا الحوار وتقدمه، إلى إمكانية حصول لقاء بين الحريري ونصر الله في المرحلة المقبلة؟ وبالتالي ما هي التوقعات بحصوله، في ظل تزايد الحديث عن دور يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا الإطار؟
تجيب مصادر نيابية بارزة في «تيار المستقبل» بالقول لـ«اللواء»، أنه إذا كان الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» حاجة يتطلبها وضع البلد لتفادي الأسوأ، إلا أنه لا يبدو أن ظروف عقد لقاء بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله متوافرة الآن، في ظل تمسك «حزب الله» بمشروعه التعطيلي لضرب المؤسسات الدستورية، من خلال إطالة أمد الشغور الرئاسي الذي قارب دخول عامه الثالث، في موازاة حملاته المرفوضة على المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، وبالتالي فإن لا إمكانية لهذا اللقاء، إذا لم يغيّر الحزب في سلوكه السياسي داخلياً وإقليمياً ويؤكد بالملموس أنه سيعيد النظر في هذه الممارسات التي أساءت إلى سمعته في لبنان والخارج، وأقله حضور نوابه جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لطي صفحة الفراغ وفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة، تعيد وصل ما انقطع بين اللبنانيين وتفعّل دور المؤسسات وترسم معالم سياسة لبنانية جديدة تراعي مصالح البلد وتحمي علاقاته مع أشقائه وأصدقائه، لا أن يبقى «حزب الله» مستمراً في سياسته التي عزلت لبنان عن محيطه وعرضته لمخاطر وتداعيات لا يمكن الاستهانة بها، في ضوء هجومه المتواصل على الدول الخليجية.
وتشدد المصادر على أن أمام لبنان فرصة لا تفوّت لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في جلسة الانتخاب المقررة غداً (اليوم) أو التي تليها، في ظل وجود دعم نيابي قوي لرئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، ما يجعل «حزب الله» مطالباً بأن يأخذ الأصوات النيابية المريحة المؤيدة للنائب فرنجية بعين الاعتبار ويفسح في المجال أمام نوابه للنزول إلى المجلس النيابي، لتأخذ اللعبة الديموقراطية مجراها ويُنتخب الرئيس العتيد، سواء كان فرنجية أو النائب ميشال عون أو غيرهما، باعتبار أنه ما عاد لبنان قادراً على تحمّل تبعات انهيار المؤسسات وتفشي الفوضى والفساد على نحو غير مسبوق.