الغريب في الحوار الدائر بين تيار المستقبل وحزب الله ان الذين يتحدثون عن ايجابياته يشكلون نسبة مرتفعة من السياسيين والمعنيين بتفاهم الجانبين، فيما لم يصدر اي تعليق عن الموضوع ونتائجه من جانب حزب الله، بعكس ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري وشخصيات في تيار المستقبل وجدوا في الحوار استعدادا ايجابيا لكل ما من شأنه ان يزيل تعقيدات الداخل والخارج، الى حد القول ان من الضروري بمكان اصدار بيانات توضيحية عما جرى ويجري بحثه بالتفصيل بين الجانبين، نظرا لتعلقه بشؤون عامة يكفل التعاطي بها ازالة الكثير من الشوائب!
في كلام الرئيس بري خلال لقاء الاربعاء النيابي لفتة ايجابية الى حوار المستقبل وحزب الله على رغم ما لم يصدر عن الحزب حيث لا تعليق حتى الساعة، ربما لان المواضيع التي تهم الحزب لم تحقق المرجو منها، طالما ان احدا من المعنيين بالحوار لم يدل بدلوه، لاسيما ان المعنيين في المقابل في فريق عمل المستقبل قد قالوا ما يفهم منه ان الحوار الجاري يدور في مناخات ايجابية من غير تحديد ماهية المناخات المشار اليها؟!
المعنيون على هامش المناسبة، يرون ايجابية ملحوظة باستثناء حملات الحزب على الاخوان العرب عموما وخصوصا في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي التي طاولتها مناسبة عاشوراء بكثير من التجريح السياسي المرتبط بالحال السائدة في سوريا والعراق، بما في ذلك دور ايران في كل من البلدين اضف الى ذلك الوضع الايراني المرتبط بالحال السائدة «اليمن السعيد» الذي يعاني الامرين جراء الحرب الدائرة فيه، ان لجهة دور ايران المباشر بالحرب او لجهة الدور العربي المتعاون مع المملكة العربية السعودية (…)
المهم في هذا الموضوع بالذات ان احدا لا ينتظر ان يغير حزب الله من تعاطفه الواضح والصريح مع سوريا واليمن حيث لهذا الموقف رد فعل ملح من الجمهورية الاسلامية في ايران كنتاج سياسي محلي واقليمي من المستحيل تغييره بين ليلة وضحاها، على رغم موقف الدولة من وجهة نظر الحكومة والسلطة ككل، اضف الى ذلك ان احدا لا ينتظر من حزب الله موقفا مغايرا، حيث العلاقة الايرانية واضحة مع الحزب في مجال الحرب السورية وفي مختلف المجالات السياسية المحلية والاقليمية!
من حيث المبدأ ليس من ينتظر «شهر عسل» بين المستقبل وحزب الله، باستثناء المردود الداخلي السياسي والمني لجهة الحوار حيث الجميع على قناعة بأن استمرار الحوار بين المستقبل وحزب الله يكفي وحده لتجنب كل ما من شأنه ان يظهر الجانبين في حال حرب، لاسيما ان الجهة التي يرضيها الحوار هم جميع اللبنانيين الذين يهمهم الابتعاد قدر الامكان عن مؤثرات اللاحوار مع ما يعنيه ذلك من تباينات لا بد وان تكون لها انعكاسات سلبية على الارض (…)
الى هنا ثمة من يكتفي باستمرار الحوار بين الجانبين على امل ان ينعكس ذلك على الايجابية الامنية التي تحتاجها الساحة الداخلية اكثر من كل ما عداها من تصرفات من المستحيل الحصول عليها من غير تنازلات تذكر، وهذا ما يعمل الجانبان على حصوله كي لا تتطور الامور بالاتجاه الذي لا يخدم المصلحة العامة لكثرة ما عانى منه لبنان جراء التباينات غير الايجابية بالنسبة الى اي كلام يصدر عن المستقبل او عن حزب الله (…)
كذلك يقال عن الحوار بين الجانبين انه ملح بقدر ابقاء الطرفين على تواصل من شأنه ازالة الكثير من التعقيدات الداخلية والاقليمية، خصوصا تلك المرتبطة بالتطورات في كل من سوريا والعراق واليمن حيث الامور سائرة باتجاه المجهول، على رغم كل ما يقال عكس ذلك من قبل الاعلام الذي يعطي صورا مختلفة عن النتائج على الارض، حيث لكل منهما وجهة نظر مختلفة قياسا على كل حركة وكل كلمة صدرت عن ارض المعركة التي للطرفين رأيه فيها وكأنه في صلبها وهو في جلها في النتيجة واي كلام غير ذلك يجافي الحقيقة؟!