IMLebanon

حوار «المستقبل» – «حزب الله» الى أين؟

من أجل كل ما سبق، يأتي حوار حزب الله والمستقبل، من دون أي وهم بتحقيق اختراق رئيسي في الاستراتيجية الدفاعية ذلك لا ينفي امكانية التقارب حول مسائل أخرى كثيرة وكبيرة، والتجربة داخل حكومة الرئيس تمام سلام خير شاهد على ذلك.

رب سائل  ما فائدة الحوار اذا كان غير قادر على حل الازمات، ليس المطلوب من هذا الحوار حل الازمة فسقفه الأعلى معلوم، فهما لن يتطرقا الى موضوع انتخاب رئيس الجمهورية سوى من باب التأكيد على ضرورته، اذ من الخطير جداً اتفاقهما على اسم الرئيس دون مشاركة الطرف الآخر في الوطن وهو المسيحيون، سيجلس الطرفان على طاولة الحوار وأمامهما برنامج مثقل بالبنود، قانون الانتخاب، الازمة السورية، الوضع الاقتصادي والاجتماعي، قضية اللاجئين والسلاح الخ، ملف العسكريين المخطوفين، الجيش اللبناني، داعش وجبهة النصرة الخ.

وبغض النظر عن جدول أعمال الحوار على رغم أهميته المطلقة فإن الحوار المباشر هو أفضل من حوار الشارع او التصريحات الاعلامية العالية النبرة – هو حوار يهدىء النفوس، فالشحن المذهبي داخل المدارس والجامعات والمؤسسات، تلمس خط الذروة واقترب من خطر الموت كما يقال، لذلك فإن القبول بالحوار هو قفزة نوعية، ومسؤولة وشجاعة ويمهد لحوار هادئ على مستوى القاعدة الشعبية (ليس قاعدة بن لادن) فالتجربة أكدت ان التصريحات العالية السقف زادت الأمور سوءاً، وان الاتهامات التي تُطلق نخرت نفوس الناس وأدخلت الوضع في «ستاتيكو».

ولم يعد من الممكن الانتظار أكثر من ذلك، فالسلم الداخلي مهدد وأحد حافظيه، معرض لهجمات منظمة ومدروسة أي الجيش اللبناني، مما يفرض على الجميع توفير حماية له لوجستية وشعبية واعلامية وسياسية.

أمام المتحاورين اليوم مسؤولية تاريخية، تتمثل في دفع الحوار نحو نقاط مشتركة بالحد الأدنى، وقد تكون هذه الجلسات مقدمة لتوسيع الحوار ليشمل كل الاطراف خاصة المسيحية منها، فالقطيعة لا تنفع، في تباعد الناس عن بعضهم البعض.

أخيراً، من الأفضل الابتعاد عن السقوف العالية كي لا نُصاب بخيبة أمل، فنقاط الخلاف بين المستقبلش وحزب الله كبيرة ومتباعدة، فلكل استراتيجية ومفهومه للأمور وتطورها.

من أجل ذلك، فإن جدول الأعمال للحوار يكتسب أهمية قصوى.