توصيف مشترك جمع بين أغلب كوادر تيار المستقبل في طرابلس والأقضية الشمالية، عشية استحقاق انتخابات هيئات مكاتب التيار الأزرق في 6 منسقيات شمالية غداً الأحد، هو أن إجراء الانتخابات الداخلية للتيار قبل الانتخابات النيابية المقبلة «خطأ جسيم»، وأن النتائج التي ستفرزها الانتخابات الحزبية «ستعمّق من أزمة التيار المستفحلة».
تحفّظ كوادر ومسؤولين حاليين وسابقين في تيار المستقبل على إجراء الانتخابات الداخلية يعود في رأيهم إلى أنها «ستترك تداعيات كثيرة قبل أشهر قليلة من إجراء الانتخابات النيابية، وستحدث انقسامات داخلية في مختلف المناطق».
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر في تيار المستقبل لـ»الأخبار» عن أن قيادته في العاصمة «تلقّت نصائح عدة بتأجيل هذه الانتخابات إلى ما بعد «النيابية»، وكذلك نصائح بتأجيل انعقاد المؤتمر العام، إلا أن القيادة لم تستجب».
فُتح باب الانتساب أمام أصحاب الحظوة فيما شُطبت أسماء لها تاريخها في التيار من لوائح الناخبين
وزاد من الطين بلة ما شهدته التحضيرات للانتخابات المرتقبة بعد غد من تجاوزات أفرغت الانتخابات مسبقاً من مضمونها، مثل فتح باب الانتساب للتيار أمام أصحاب الحظوة وتغييب آخرين، وشطب أسماء لها تاريخها في التيار من لوائح الناخبين، في مقابل إدراج أسماء لم تنتسب إلى التيار إلا منذ أسابيع قليلة، وتعليب أغلب اللوائح الانتخابية في المنسقيات بإيعاز من القيادات المحلية أو من القيادة المركزية.
في مدينة طرابلس يتوجه قرابة 1200 ناخب لانتخاب 11 عضواً في هيئة مكتب التيار في عاصمة الشمال، حيث تشير البوادر إلى أن لائحة المنسق الحالي ناصر عدرة هي الأوفر حظّاً بالفوز. وفي حال فوزها، فإن ذلك يعني أن النائب سمير الجسر، الذي يعدّ عدرة مقرّباً منه، سوف يبقى صاحب النفوذ الأكبر داخل القلعة الزرقاء في المدينة.
وفي منسقية عكار، وهي الأكبر في الشمال، تتنافس لائحتان لنيل رضى نحو 2400 ناخب. وكان البارز في عكار إلغاء المنسقيات الثلاث ودمجها في منسقية واحدة، بعدما أثبتت تجربة تقسيمها فشلها، وإثر بروز طموح بعض المنسقين، كسامر حدارة، إلى الترشح للانتخابات النيابية.
وفي الضنية، أعلِنت لائحة مكتملة من 9 أعضاء وأخرى غير مكتملة، تعكسان الصراع بين جناح يدور في فلك النائب أحمد فتفت وآخر يعارضه. وعبّر بعض المستقبليين عن استيائهم لاستبعاد أسماء وبلدات كبيرة عن التمثيل في اللائحة المكتملة، بينما عزف المنسق السابق هيثم الصمد عن الترشح، ليتفرغ للانتخابات النيابية المقبلة.
وفي المنية، لا تبدو الصورة مختلفة، إلا أن الصراعات العائلية فيها تأخذ أبعاداً مؤثرة في الانتخابات، جعلتها عائقاً أمام تأليف لائحة حتى الآن، رغم المساعي المبذولة من قبل النائب كاظم الخير وغيره.
وفي الكورة، يحاول تيار المستقبل أن يعكس في انتخاباته الداخلية تأكيد حضوره وسط الأقلية السنية التي تحوّلت إلى بيضة قبان في الانتخابات النيابية في القضاء، وهو أمر يسري أيضاً على زغرتا التي اتخذ قرار بدمجها في منسقية طرابلس، قبل أن يتم التراجع عنه.