Site icon IMLebanon

المستقبل والقوات: «تكليف شرعي» بإسكات المناصرين

«خطأنا الوحيد أننا صدّقنا أنه يوجد شراكة في 14 آذار». «الحريري قال يوماً ما لأجل أولئك الذين نزلوا في 14 آذار، لأجل هؤلاء الذين يحاسبونني إن خذلتهم، سأستمر في مسيرتي السياسية». «التسوية مش للرجال». «مبروك لك انهزامك، ومبروك لنا إزاحة عبء سياساتك عن ثورة الأرز». «الحريري غدّار». الكلام هنا لبعض مناصري القوات على مواقع التواصل الاجتماعي.

في المقابل، ردود بعض مناصري تيار المستقبل على «رفاق الساحات» أمس: «فجّار وتجّار. يجب الحذر منهم لأنهم يترحّمون على الرئيس رفيق الحريري ليظهروا أمام الرأي العام بأنهم من المحبين والغيورين على تيار المستقبل. علماً أنهم كانوا من الخط المناوئ له قبل استشهاده». «ما تنسى بطريقك نبش المواقف، القانون الأرثوذوكسي اللي تبنيتوه وهو مخالف لمبادئ 14 آذار». «هلق بطلتو حاملين ولا جميل للحريري لي كان داعمكن سياسياً ومالياً من سنة الـ 2005».

هذه عيّنة من الحرب التي شنها الطرفان ضد بعضهما على مواقع التواصل الاجتماعي منذ إعلان «مبادرة» الرئيس سعد الحريري لترشيح النائب سليمان فرنجية إلى الرئاسة، التي شكّلت الاختبار الأهم لـ «التحالف» الذي أرسته «ثورة الأرز» عام 2005، وأظهرت مدى هشاشته في مواجهة التحديات الكبرى، إن على صعيد القيادتين الحزبيتين أو القاعدتين الشعبيتين!

المطّلعون على شؤون العلاقة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية يؤكدون أن ثمّة شيئاً ما انكسر بينهما، ليس فقط على المستوى السياسي بل الشعبي أيضاً. ورغم كل المحاولات لطمس هذا الواقع، وجد الطرفان نفسيهما أمام مشكلة كبيرة ظهّرتها المعركة العلنية بين مناصريهما على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع الأمانة العامة في التيار والحزب إلى إصدار تعميمين طلبا فيهما من المؤيدين لهما «التزام الصمت». الأمانة العامة للقوات «حذّرت المحازبين، وتمنّت على المناصرين عدم التعرض لقيادات فريق الرابع عشر من آذار، وتحديداً الرئيس الحريري على حساباتهم الشخصية». في المقابل، وتحت إمضاء أحمد الحريري، طلبت الأمانة العامة في المستقبل عدم «الانجرار وراء السجالات بشأن التسوية، وتحديداً مع جمهور القوات، وعدم التعرّض لقيادتها».

لكن التعميمين «بدل أن يكحلوها… عموها»، إذ أظهر مضمونهما عنف الحرب الكلامية بين جمهوريهما، والانقسام الذي تحاول القيادتان التعمية عليه بمنع المناصرين من التعبير عن آرائهم بحرية، ولو عبر اللجوء إلى ما يشبه «التكليف الشرعي» الذي يعيبونه على خصومهما من «الأحزاب الشمولية»!

«الأخبار» علمت أن قرار الأمانتين جاء إثر اجتماع عُقد في بيت الوسط ليل السبت – الأحد، حضره النائب جورج عدوان. وبعدما قدّر المجتمعون أن «الأمور ستفلت من بين أيديهم، لأن النقاشات الحاصلة على الصفحات الشخصية تزيد من حجم الهوة، وإذا ما استمرت فلن يكون بالمقدور ضبطها»، بعدما شكلت «البوستات» على مواقع التواصل ضغطاً على القيادتين ودفعتهما إلى محاولة التخفيف من حدّتها. رغم ذلك، تقول مصادر من القوات إن «عودة المياه إلى مجاريها مقترنة بتراجع الحريري عن هذا التخبيص والصعود إلى معراب للقاء الحكيم، وما دون ذلك كله هراء. والأمور لن تحل ببيانات إعلامية».