هل يفتح الحريري أبواب الرئاسة الموصدة خارجياً؟
«المستقبل» من «ممانع» إلى آخر.. و«8 آذار» تتدلل!
لن تكون مهمة سعد الحريري سهلة. اكتشف بعد مرور سنة على ترشيحه سليمان فرنجية أنه لا بد من رمي حجر جديد في مستنقع الفراغ، لكن هذه المرة لا يلدغ المؤمن من جحره مرتين. لن يكون تبني ترشيح ميشال عون إلا جزءاً من توافق وطني عام أو يستمر بدعمه لفرنجية.
من يلتقيهم الحريري يكتفي بالقول أمامهم إن أولويته هي إبعاد الجحيم الإقليمي المشتعل. سبيله إلى ذلك «تعزيز مفهوم الدولة».. وأول الغيث انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
في كتلة «المستقبل» تباينات غير خافية على أحد. لذلك، يسعى الحريري إلى تقليص هذه التباينات إلى حدها الأدنى. يقدّم مبادرته الجديدة لأهل بيته على جرعات، مبدياً حرصه على إقناع أعضاء كتلته قبل غيرهم بخيار «الجنرال». لذلك أيضا، أبقى جلسات الكتلة مفتوحة واعداً بالعودة إليها بعد انتهاء جولة المشاورات.
لكن ذلك لا يعني أن المهمة ستكون سهلة أو أن الشرخ لن يحصل. ثمة من حسم قراره منذ زمن. «لن أسير في خيار انتخاب عون»، يكرر أحد النواب، الذي يرى أنه عندها لن يكون له مكان في تيار «المستقبل». لكن هذا التموضع الذي يرجح أن تقوم به قلة قليلة، لن يكون على خطى أشرف ريفي أو خالد ضاهر. لكثير من نواب «التيار» ومؤيديه قناعة بأن الخطاب المعتدل هو وحده الذي يجب أن يعلو في زمن التشدد. بعض المعترضين يردد أنه لن يذهب بعيداً في اعتراضه، وسيقبل السير بخيار عون على مضض أو يقرر الغياب أو حضور جلسة الانتخاب من دون تصويت، طالما أن الأولوية تبقى لعدم إضعاف جبهة الاعتدال التي يقودها الحريري.
لا تسليم نهائيا في «كتلة المستقبل» بترشيح «الجنرال». أمام سعد الحريري ثلاثة دروب عليه أن يسلك أحدها: إما السير بترشيح عون، أو الابقاء على ترشيحه لفرنجية، وبالتالي استمرار حالة المراوحة إلى أجل غير مسمى، أو خوض المواجهة مع «حزب الله»، مع ما يعنيه ذلك من تشريع أبواب البلد أمام العواصف الإقليمية.
عندما يقول الحريري إنه يريد أن يجري جولة مشاورات، فإن المحطة الأبرز ستكون في عين التينة، في ظل مجاهرة الرئيس نبيه بري برفض السير بخيار عون. مجرد التفكير بما وصلت إليه الأمور يزعج قياديا في «المستقبل»: «صارت 8 آذار تتدلل فيما نحن نؤيد مرشحيها الواحد تلو الآخر». ويضيف: مرة يأتي الاعتراض من «حزب الله» وأخرى من بري.. فيما نحن نسعى لإقناعم بانتخاب مرشحيهم!».
بالنسبة للقيادي نفسه «هذا نوع من تبادل الأدوار داخل فريق «8 آذار» هدفه الأول والأخير الإبقاء على حال الفراغ، في انتظار متغيرات إقليمية ما. وهي متغيرات، يراهن البعض على أن الحريري بدأ يتعامل معها بتحرر أكبر، بعد أن قرر التعاطي مع الإشارة السعودية بعدم التدخل بالاستحقاق الرئاسي من زاوية إيجابية.
كل ما يجري منذ عودة الحريري لم يحد أنظار كثيرين في «المستقبل» وخارجه عن البعد الخارجي الذي يتحكم بالاستحقاق. وإذا كان لم يخرج من السياسيين من ينكر الارتباط بين تأخير انتخاب الرئيس والعواصف التي تهبّ من حولنا، فمن البديهي القول إن هذه العواصف لم تتوقف. فهل يصدق المؤمنون بأن موعد الرئاسة لم يحن بعد.. خصوصا بعد انفلات المعركة في حلب، من عقالها؟