Site icon IMLebanon

«صقور» المستقبل استبعدوا عن الترشيح

بعد إنفتاح رئيس الحكومة سعد الحريري على أكثرية الأطراف السياسية اللبنانية، وتوجيهه الغزل السياسي لحزب الله عبر احاديث لوسائل إعلامية غربية خصوصاً الفرنسية منها، لم تعد العلاقة سيئة بين تيار المستقبل وحزب الله لان وهج الخلافات خف نوعاً ما، لكن ما لم يخف هو مواقف النواب الصقور في كتلة «المستقبل» الذين يصرّحون بين الحين والآخر ما يعاكس هذا الانفتاح الذي إنطلق منذ إستقالة الحريري وترّيثه ومن ثم عودته. ويأتي في طليعة الصقور الرئيس فؤاد السنيورة والنواب خالد الضاهر واحمد فتفت ومعين المرعبي، وضمنياً امين عام التيار احمد الحريري الذي كان اسمه مطروحاً بقوة للمقعد السنيّ في صيدا، لكن السياسة الوسطية والانفتاحية اعادت ترشيح والدته النائبة بهية الحريري الأكثر اعتدالاً وصاحبة العبارة الشهيرة في مهرجان 14 آذار العام 2005  والتي لم تنس لغاية اليوم وهي « لن نقول وداعاً سوريا بل الى اللقاء»، وحينها سجلّت نقزة ما زالت محفورة لغاية اليوم من صقور «المستقبل» وكل فريق 14 آذار.

 الى ذلك تقول مصادر مقربة من المستقبل ان صقور الحريري تبلّغوا بعدم نيته لترشيحهم من جديد الى الانتخابات النيابية المرتقبة، وفي طليعتهم السنيورة ما يعني إخراجه من المجلس النيابي ومن رئاسة كتلة المستقبل ايضاً، مع قول الحريري بأن السنيورة لم يعد يمثل تطلعات أهالي صيدا وفق إحصاء وصله قبل فترة، في حين ان الحقيقة تؤكد بأن «المتطرفين» في صيدا يدعمون وصوله الى الندوة البرلمانية من جديد، ويعتبرونه النائب والسياسي القادر على التصدّي لسرايا المقاومة في عاصمة الجنوب، وتقول المعلومات بأن الحريري لم يعد يثق بالسنيورة منذ فترة طويلة، اذ يعتبر بأنه إنقلب عليه من خلال التمرّد الذي يشجع عليه ضد رئيس الحكومة من داخل تيار المستقبل.

في غضون ذلك تشير المصادر الوافرة من صيدا بأن إمكانية إستبدال السنيورة واردة جداً عبر ترشيح منسّق عام صيدا والجنوب في التيار ناصر حمود، في حين يبرز صمت السنيورة بقوة وكأنه يحضّر لشيء ما وفق مصادر صيداوية أي كأنه يريد ردّ الصاع صاعين، وهو متكتم جداً حول الإحتمالات التي قد يلجأ اليها لمواجهة الحريري وإتّباعه سياسة عدم المبادرة الى فتح المعركة على رئيس الحكومة، وهذا ما يراهن عليه السنيورة لإستعطاف مناصري تيار المستقبل نتيجة قرار إقصائه بعد كل تلك السنوات التي عمل فيها داخل التيار اي  منذ أن كان مستشاراً لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.

وتتابع المصادر بأن النائب عقاب صقر او الشيعي المدلّل لدى الحريري بات مرفوضاً منذ فترة طويلة، خصوصاً منذ الاشكال بينه ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري على خلفية تصريحاته إزاء حوادث عرسال، وتبعه عدم رغبة بترشيحه لان تصريحاته «خربت الدنيا» وفق ما ينقل عنه رفاقه الحمائم.

هذا وتلفت المصادر عينها الى ان النائب احمد فتفت لن يكون مرشحاً على لائحة المستقبل، بل سيكون هنالك «رفيق في التيار» كبديل عنه في منطقة الضنية، التي باتت متطرّفة جداً وتؤيد المرشح الذي يهاجم ايران وحزب الله، مما يعني بأن حظوظ مرشح اللواء اشرف ريفي كبيرة جداً في المنطقة المذكورة خصوصاً بعد إفتتاحه مركزاً له في مدينة سفيرة في الضنية حيث برزت شعبية مهمة له.

وعلى خط النائب خالد الضاهر فترشيحه مؤكد خارج التيار المستقبلي خصوصاً منذ إستقالة الحريري وقول الضاهر علناً: «اذا طلبت السعودية يوماً ان نبايع بهاء الحريري فسنبايعه لان الاداء السياسي لتيار المستقبل لا يرضيني ولا يرضي الشارع، وانصح الحريري بعدم الاكمال في موضوع الترّيث والبقاء على استقالته». في ظل معلومات شمالية بأن الضاهر يحضّر لائحة قوية في عكار مع النائب معين المرعبي، على الرغم من ان الأخير لم يحسم أمره بشكل نهائي بعد، وتشمل اللائحة المذكورة القوى الإسلامية المتشددة في منطقة عكار.

 

وتنهي هذه المصادر بالقول: «الساحة السياسية السنّية تشهد بعض «الخربطة» في اطار الترشيح ، بحيث يعتبر «المتطرّفون» بأن إبعاد «الصقور» لا يفيد الطائفة ابداً بل يعيدها الى الوراء ويفتح الباب على مصراعيه أمام خصومها».