حرب تغيير المعادلات تحتدم من المحيط إلى الخليج
المستقبل – حزب الله المهم إنعقاد الحوار واستمراره!
في الوقت الذي تشهد فيه جبهة الخليج المشتعلة بين تحالف «عاصفة الحزم» واليمن الحوثية بدعم إيراني احتداماً في الاصطفاف الدبلوماسي العربي، تضامناً وتأييداً للمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف، واقتراباً إيرانياً أكثر فأكثر من التورط في الحرب الدائرة في تلك المنطقة، البالغة الحساسية، والتي تقترب من نهاية الأسبوع الأول من شهرها الثاني، في هذا الوقت بالذات، قفزت إلى الواجهة، بقوة حرب القلمون، من الجهة اللبنانية، أي عبر سلسلة جبال لبنان الشرقية ولعلَّ من مؤشرات هذا الاقتراب، الذي يحتاج إلى تغطية، ما أعلنه الرئيس نبيه برّي عن تأييده المباشر لهذه المعركة، التي يتعيّن على الجيش اللبناني أن يخوضها، مدعوماً بحزب الله، على طريقة الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، والجيش السوري وقوات الحرس الوطني، والجيش اليمني، والقوى الشعبية، تمهيداً لانطلاق حروب أخرى في المنطقة، بدعم من قوى شعبية، في ظاهرة مستدّلة عن أن الجيوش التي وجدت نفسها فجأة في داخل الحروب الأهلية العربية، غير قادرة بعد على مواصلة الحروب، غير المعدّة لها أصلاً، قبل أن تنخرط فيها مجموعات شعبية خارج الإطار التقليدي، للتجنيد والتدريب، وما شاكل ذلك.
في اللقاء الأخير الذي جمع رئيس المجلس مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، جرى التطرّق إلى الوضع الميداني في جرود القلمون والجهوزية العسكرية للجيش اللبناني في مواجهة المسلحين الذين يتقدمون بين الفينة والأخرى، فضلاً عن التوقيت المناسب لمعركة طرد المسلحين من تلك المحلة، في ضوء التقارير المتضاربة عن نيات المسلحين في الهجوم أو المواجهة أو الإنسحاب في ضوء حروب تغيير المعادلات في عموم المنطقة العربية، لا سيما، على الجبهة السورية، ولإضعاف محور إيران وحلفائها من السوريين واللبنانيين والعرب الباقين..
في بعض المحافل، تتحدث المعلومات عن أن قسماً لا بأس به من مسلحي «داعش» تركوا جبال القلمون باتجاه إدلب والعراق ومناطق ساخنة أخرى في سوريا.
وتضيف معلومات هذه المحافل أن معركة القلمون، لو حدثت، بعد انسحاب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من بعض مواقعها في الجرود السورية واللبنانية، وتسليمها إلى جبهة «النصرة» وفصائل سورية مسلحة أخرى قريبة منها، أصبحت المواجهة أقل صعوبة، بسبب أن فصائل المعارضة، ومنها الجيش السوري الحر لا تولي اهتماماً خاصاً لتلك المنطقة، بعدما فقدت اهميتها الاستراتيجية، في ضوء ضربات منظمات المعارضة المسلحة للجيش النظامي، وتهاوي مواقع استراتيجية له، امتداداً إلى جبهة دمشق، وريف دمشق، حيث تجري المفاضلة، وفقاً لمعلومات المحافل بين توجيه ضربة معنوية بإسقاط اللاذقية، أو على الأقل القرداحة، او تضييق الخناق على العاصمة دمشق.
من وجهة نظر «حزب الله» أن المواجهة في القلمون، لا تحتمل الخطأ، أو الحسابات غير الدقيقة، في ما خص المعركة والقرار السياسي وموازين القوى، وترتيبات الوضع الميداني.
وعلى هذا الصعيد، يفضل حزب الله أن تتولى الشرعية اللبنانية المدعومة عربياً ودولياً، المعركة من الألف إلى الياء، مع إبداء الاستعداد العملي للمشاركة إذا اقتضت الضرورة، فضلاً عن المجموعات الشعبية المسلحة في القرى والبلدات المسيحية، والتي تتحرك ضمن القرار العسكري للجيش اللبناني.
وسط هذه الترتيبات العسكرية، التي تخص لبنان، من ضمن سياسة الحياد الإيجابي، على الجبهة الميدانية، تجري حراكات داخلية، على مستويات ثلاثة:
1 – المستوى الحكومي، ويقضي بالتفاهم على إنجاز موازنة العام 2015، عبر جلسات متتالية في مجلس الوزراء، تبدأ غداً، وتهدف إلى تدقيق في حسابات الواردات والنفقات، بما في ذلك حسابات قطع الحساب عن الأعوام العشرة الماضية.
وثمة قناعة لدى العاملين، على هذا المستوى انه من الأهمية بمكان إنجاز هذه الموازنة، وإقرارها حكومياً، وإرسالها إلى المجلس النيابي، لضمان رواتب موظفي القطاع العام، في أبعد احتمال.
2 – المستوى التشريعي: الضغط المسيحي، ضمن ما يُعرف «بنظام المزايدات» على المجلس النيابي والحكومي، لتأسيس معادلة «التعادل في التعطيل» يستأثر في مكان ما باتصالات مباشرة وغير مباشرة بهدف التفاهم على صيغة برنامج أو جدول أعمال، يستجيب بالحد الأدنى، لبعض مطالب التيار الوطني الحر، في ما يخص الاقتراحات أو مشاريع القوانين المقدمة من نوابه ووزرائه والمسجلة في الأمانة العامة لمجلس النواب، ولم تدرج بشكل جدي على جدول الاعمال، او حتى لم تنجز في اللجان النيابية العائدة لكل اقتراح قانون، او المختصة به.
ولا يخفي مطلعون أن نواب التكتل في مكان من النقاشات، يعتبرون الرئيس برّي، إما متواطئاً أو غير مكترث، ولذا اتفق على إيصال رسالة واضحة له مؤداها: إن عدم تسهيل مشاريع التكتل يعني عدم تسهيل عقد الجلسة، سواء أكان المعني بذلك الرئيس برّي أم سواه.
3 – المستوى السياسي: ويعني الاجتماع الذي عقد بين الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله ورئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون، وعنده تتقاطع الحوارات الجارية، سواء بين عون ود. سمير جعجع (رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية) أو بين تيّار المستقبل وحزب الله، والذي ينعقد مجدداً اليوم، في جلسة جديدة، تبحث استكمال الخطة الامنية الى بيروت وجبل لبنان، ومن ثم في الجلسة التشريعية، وصولاً الى الملف الرئاسي.
وفي المعلومات، أن الجلسة تعقد في ظروف بالغة الصعوبة في ما يعني العلاقات «المتوترة جداً» بين الرياض وطهران على خلفية حرب اليمن، وما يجري في سوريا والعراق.
وإذا كان الأمن المتقدم في لبنان، يدرج في إطار هذا الحوار، فإن الأوساط القريبة من الجانبين تؤكد على حقيقة ثابتة هي الاستقرار، بانتظار ما يطبخ لهذا المحيط العربي، من محيطه إلى خليجه؟