لن يوصل تبادل المواقف الحادة بين تيار المستقبل و«حزب الله» الى اسقاط حالة ربط النزاع التي تحكمت بدخولهما الى حكومة المصلحة الوطنية، وهي مواقف لن تعطل الحكومة المجمدة اعمالها بقرار من رئىس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون على خلفية مواقفه من التعيينات العسكرية.
فما اعلنه عضو تكتل المستقبل وزير الداخلية نهاد المشنوق من موقف فاجأ خصومه نظراً لحواراته الهادئة معهم في اكثر من مكان وزمان، وقابلها ردّ مباشر من الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، بقي تحت سقف العنوان الذي رفعه رئىس تيار المستقبل الرئىس سعد الحريري ابان تشكيل الحكومة يومها، بحيث يأتي غياب اي رد من جانب زعيم قوى 14 آذار او ما تبقى منها علّ ما قاله النائب مروان حمادة في ذكرى الشهيد داني شمعون»، في خانة عدم الرغبة من جانب الأخير، باعطاء الكلام اكثر مما حاز عليه من ردود، لكون المرحلة التي يمر بها لبنان تفرض بث الرسائل السياسية وليس اكثر، لا بل ان انتخابات اللجان النيابية دلت على ان لا قرار بانقضاض اي فريق على آخر من زاوية الرهان على تبدل موازين القوى.
اذ لم يعدل في واقع «الستاتيكو» النيابي سوى دخول عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا الى لجنة المال التي يترأسها عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان، وذلك بهدف تواجد القوات في دائرة القرار المالي، بعد عدم مشاركتهم في الحكومة ومقاطعتهم للحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري..
واذا كانت مواقف المشنوق فاجأت «حزب الله»، فان اوساطا قيادية في تيار المستقبل، تعتبر بان مآخذه هي محور نقاش داخل صفوف تيار المستقبل حول مدى تعاون الفريق المقابل بالوتيرة ذاتها التي يندفع فيها تيار المستقبل في حرصه على الدولة ومؤسساتها، اذ ان «حزب الله» لم يقدم اي تعاون في مجال الخطط الامنية، ولا في المجالين الحكومي والسياسي، ورغم ذلك يستمر تيار المستقبل بالتعاون الايجابي لدرجة انه بات يشعر بانه «شاهد زور» على ما يطال الدولة ومؤسساتها من تهديد وتعطيل.
لكن «حزب الله» تتابع الاوساط يتصرف وكأن تيار المستقبل، يعمد الى استغلال حضوره في الحكومة التي ينضوي فيها «حزب الله» الذي يقاتل خارج الحدود اللبنانية والى ذلك يعتبر بان على الفرقاء الحكوميين ان يوافقوا على ادائه وليس عليهم الاعتراض، ولذلك جاء تهديد المشنوق باحتمال الانسحاب من الحكومة والحوار ليعرف حزب الله ورغم مكابرته بانه عندها تتغير هويته السياسية التي يستمدها من مشاركته الحكومية مع تيار المستقبل وجلوسه معه ايضاً الى عدة طاولات حوار.
واضافت الاوساط بان موقف المشنوق اتى بمثابة «جس نبض» ليتبين بعده، بان «حزب الله» يفضل سقوط الحكومة وكذلك الحوار، لكنه يريد تحميل الخطوة لتيار المستقبل امام المجتمع الدولي ليذهب بالبلاد نحو مناقشة نظام سياسي جديد على انقاض الفراغ عندها… ولذلك لن يكون تيار المستقبل متسرعا في اسقاط البلد بين يديه سياسياً وارادياً.
الا ان مشهد السجال بين المستقبل وبين «حزب الله» له حسابات مغايرة في منظار مصدر في تكتل التحرير والتنمية الذي يرأسه الرئيس بري، اذ هو في الواقع كلام متبادل يعكس حالة الانقسام السياسي القائم في البلاد، لكن في الوقت ذاته لا مصلحة لاي من الجانبين بترك الحكومة او الحوار، بل هما يعمدان كل من موقعه لتعزيز مواقفه ورفع سقف كلامه قبل جولات الحوار، لا سيما تلك الثنائية بين تيار المستقبل وبين «حزب الله» المرتقب انعقادها بداية الشهر المقبل، لكون المشاركة في الحوار الواسع المحدد في 26 الشهر الحالي، قد لا يكون المؤشر لترجمة التوتر الذي ساد مجدداً بين هذين الفريقين.
وادراج رفع سقف المواقف بين جانبي الحوار على خلفية كلام المشنوق لن يكون المقدمة لانفراط حال التطبيع القائمة بين كافة القوى السياسية يرى« المصدر ذاته الذي يشير الى ان تحركا بين المستقبل وبين «حزب الله» قد يلجأ اليه الوزير علي حسن خليل، الذي يمثل الرئيس بري في الحوار الثنائي بينهما من اجل تحضير الظروف لانعقاده بطلب من رئيس المجلس الذي يصر على الحوار في هذه المرحلة…