IMLebanon

«المستقبل» متمسِّك بالحوار و«حزب الله» لن يفرّط به

إعتكاف سلام أو استقالته مرتبطان بتسهيل تنفيذ خطة شهيّب

مع استمرار تعثر العمل الحكومي وفشل مجلس الوزراء في معالجة ملف النفايات لغياب الإرادة السياسية لدى المكونات الوزارية في إيجاد الحل المطلوب لهذا الملف، يرتفع منسوب القلق على الحكومة التي ينتظر أن يكون لرئيسها تمام سلام موقف حاسم في غضون الأيام القليلة، إذا لم يصله رد من جانب «حزب الله» بالموافقة على إقامة مطمر للنفايات في البقاع الشمالي، في إطار السعي لإيجاد حل نهائي لهذه المعضلة التي تنذر بمضاعفات خطيرة على الصحة والبيئة إذا لم تجد الوسائل الناجعة لمعالجتها، في وقت يبقى الحوار في ساحة النجمة و«عين التينة» مطلباً داخلياً لكل الأطراف السياسية التي تحرص على استمرار قنوات التواصل في ما بينها، منعاً لعودة التأزم ووصول الأمور إلى الحائط المسدود. وقد كان رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري واضحاً في التأكيد على الاستمرار في الحوار مع «حزب الله» وفي اجتماعات ساحة النجمة، إيماناً منه بأهمية أن تبقى جسور التواصل قائمة مع الفريق الآخر، وإن كانت النتائج متواضعة حتى الآن، لكن يبقى الحوار أفضل من اللاحوار، خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد، حيث سياسة الأخذ والرد أكثر من ضرورية للمحافظة على الحد الأدنى من الاستقرار القائم وعدم إفساح المجال أمام حصول أي تداعيات سلبية لتوقف اجتماعات الحوار، خاصة بين «المستقبل» و«حزب الله»، باعتبار أن هناك من يعمل لإبقاء الأوضاع السياسية والأمنية في البلد متوترة، وبالتالي فإنه لن يتردد في إعادة الاحتقان إلى الداخل اللبناني ومحاولة إثارة الفتن والعصبيات المذهبية، إذا ما غابت لغة الحوار والتواصل بين اللبنانيين.

وقد أكدت مصادر نيابية بارزة في «تيار المستقبل» لـ «اللواء»، أن موقف الرئيس الحريري يعكس الحرص على الاستمرار في سلوك طريق الحوار مع الفريق الآخر وعدم القبول بأخذ لبنان إلى المكان الخطأ، وحتى لو أمعن «حزب الله» في انتهاج سياسة لا تتناسب مطلقاً مع مصلحة لبنان، في ظل إصرار هذا الطرف على الغرق في الوحول السورية، ضارباً بعرض الحائط لكل الانعكاسات السلبية التي أصابت لبنان وشعبه، جراء هذه السياسة التي عمقت الشرخ القائم بين الشعبين اللبناني والسوري ورسمت ظلالاً من الشك حول مستقبل العلاقة بين البلدين، مشيرة إلى أن «تيار المستقبل» لا يريد أن يعطي الفريق الآخر حجة لسحب يده من الحوار، وبالتالي تحميل تبعات ذلك فيما بعد إلى «تيار المستقبل» وحلفائه.

وبالرغم من النتائج المتواضعة التي حققها الحوار حتى الآن، فإن استمرار عقد الجلسات كما تقول المصادر، سواء في ساحة النجمة أو في «عين التينة»، أراح الساحة الداخلية وأبقى أجواء الهدوء والاستقرار قائمة، بانتظار حدوث إيجابيات تساعد على أحداث خرق في الجدار المسدود ربما يساهم في إزالة العراقيل من أمام الاستحقاق الرئاسي الذي لا يزال يدور في الحلقة المفرغة منذ أكثر من سنة ونصف السنة، بسبب إصرار «حزب الله» والنائب ميشال عون على تعطيل نصاب جلسات الانتخاب، إلا في حال تم التوافق على انتخاب عون رئيساً للجمهورية، وهذا ما لا يمكن لقوى «14 آذار» أن تقبل به.

وشددت المصادر على أنه لا يمكن تفسير استمرار أزمة النفايات على حالها، إلا نتيجة غياب الحس الوطني بالمسؤولية وبقاء التجاذبات السياسية بين الأطراف عائقاً كبيراً أمام التوصل إلى الحل المنشود، إذ لا يعقل أن تتحمل منطقة لوحدها عبء استقبال نفايات المناطق اللبنانية الأخرى، فيما ترفض قوى الأمر الواقع السماح بإقامة مطمر آخر في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لذرائع متعددة، بحيث أنها وحدها التي تتحمل مسؤولية إفشال خطة الوزير أكرم شهيب وما يمكن أن يستتبعها من اعتكاف أو استقالة للرئيس سلام الذي ما عاد قادراً على تحمل هذا الوضع المتهرئ الذي كشف عجز الطبقة السياسية وتغليب المصالح الخاصة على مصلحة البلد والشعب وإصرار البعض على حماية الفساد والفاسدين وتأمين المظلة للخارجين على القانون والنظام الذين يعيشون على حساب الدولة ومؤسساتها وأنظمتها