أثارت زيارة وفد منسقية تيار «المستقبل» في طرابلس برئاسة المنسق العام الدكتور مصطفى علوش الى دارة الوزير السابق فيصل كرامي، وقبلها الى ضريح الرئيس الشهيد رشيد كرامي حيث وضع إكليلا من الزهر وتلا الفاتحة عن روحه، حالة من الاستغراب في الأوساط الطرابلسية خصوصا واللبنانية عموما، من السلوك المستجد لـ «التيار الأزرق» حيال قضية الرشيد الذي يتم تغييبه عمدا عن لائحة شهداء قوى «14 آذار»، ولا يتم الاعتراف باستشهاده لدى كثير من مكوناتها، ومن الازدواجية التي بدأ يتعاطى فيها «المستقبل» مؤخرا مع هذه القضية، خصوصا أنه كان رأس الحربة في إصدار العفو في مجلس النواب عن سمير جعجع، وهو ما يزال يتبنى ترشيحه الى رئاسة الجمهورية حتى اليوم، وفي الوقت نفسه يزور الوزير كرامي متضامنا ومتعاطفا مع هذه الذكرى.
وإذا كانت هذه الزيارة تندرج في إطار الإنفتاح السياسي للرئيس سعد الحريري على فيصل كرامي والذي ترجم في عزاء والده الرئيس الراحل عمر كرامي، وبعده عبر ارسال طائرته الخاصة اليه لنقله الى السعودية للاجتماع به تحت عنوان: «المزيد من التشاور»، فانها لم تخل من سلسلة تساؤلات مشروعة أبرزها:
هل هناك تغيير حقيقي من «تيار المستقبل» حيال قضية الرئيس الشهيد رشيد كرامي؟ وهل يريد الحريري من هذه الزيارة توجيه رسالة سياسية ما الى سمير جعجع؟ أم أن ما يحصل هو تبادل أدوار من قبل التيار الأزرق الذي يحاول أن يستميل كرامي في إطار حرب الاستفراد التي يخوضها ضد الرئيس نجيب ميقاتي؟.
ومن بين هذه التساؤلات أيضا: لماذا اقتصر أمر الزيارة على منسقية طرابلس فقط؟ ولماذا لم يكلف الأمين العام أحمد الحريري بها وهو الذي يصول ويجول شمالا للقيام بواجبات العزاء وعقد اللقاءات السياسية؟ أم أن المستقبل يريد حصر الزيارة ضمن إطارها المحلي الطرابلسي لعدم استفزاز بعض الحلفاء؟.
في كل الأحوال فان فيصل كرامي رد تحية «المستقبل» بأحسن منها، داعيا الى أن «نحفظ دماء شهدائنا والإرث الكبير الذي أورثونا اياه، وأن نعمل سوياً لحفظ لبنان وأن لا نجره الى المهالك».
من جهته أشار علوش إلى أن «روح المحبة التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، وعن الرئيس الشهيد رشيد كرامي وعن المرحوم الرئيس عمر كرامي، والتي يتمتع بها أبناء المدينة، هي الروح الطرابلسية الكريمة والطيبة، التي تنم عن رفض هدر الدماء في كل وقت».
واعتبر أن «الإرث الطيب الذي حملنا اياه الرئيس الشهيد رشيد كرامي، واستكمل ايضاً بشهادة الرئيس رفيق الحريري، هو رؤية البلد موحداً تحت مرجعية الدولة والمؤسسات، عبر رفض الدم ورفض الذهاب الى مزيد من التناحر».
من جهة ثانية، رأى رئيس «التجمع الشعبي العكاري» النائب السابق وجيه البعريني انه «مع إطلالة شهر حزيران من كل عام تتجدد الذكرى مع التقدير لدارتين وطنيتين عروبيتين استهدفتهما يد العملاء والمتطرفين يوم اغتالت الرئيس الشهيد رشيد كرامي والوزير الشهيد طوني فرنجية».