IMLebanon

جنبلاط حفظ خط الرجعة مع «التيار الازرق» إكراماً «للانتخابات» «الخط السعودي» لم ينجح في جمع «القوات» و«المستقبل»

 

لا شيء في السياسة يدوم، لا العلاقة الجيدة ولا السيئة، لانّ الوساطات تؤدي دورها دائماً بإتقان، خصوصاً حين توجد المصالح المشتركة، لذا نشهد دائماً في لبنان تحالفات غريبة عجيبة، خصوصاً في الفترة الانتخابية، بحيث يجتمع الاضداد ضمن لوائح مشتركة، فكيف اذا كانوا في فترة طويلة حلفاء؟

 

هذا المشهد ينطبق على حزب «القوات اللبنانية» و»تيار المستقبل»، اللذين باتا في موقع الخصوم مع جرّة مكسورة سياسياً، بحيث يؤكد المطلعون على العلاقة المتأزمة بينهما، انه بات من الصعب جداً استعادة مشهد الوحدة بينهما، اذ ان هوة الخلاف الى اتساع وتفاقم، والاستراتيجية السابقة تخلخلت، لان الثقة لم تعد موجودة، فهنالك كلام عن الطعن بالظهر والخيانة، ما جعل أي امل بإعادة التحالف يغيب كليّاً، خصوصاً بعد اعلان الرئيس سعد الحريري عزوفه عن خوض الانتخابات النيابية، والطلب من مرشحي «تيار المستقبل» عدم خوضها باسم «التيار»، إضافة الى تعليق عمله السياسي، الامر الذي صعّب من عودة المياه الى مجاريها، فأتى موقف رئيس «القوات» سمير جعجع بعد يومين، غير مثقل بالعواطف المطلوبة، فلاقى ردوداً سلبية من قبل مناصري الحريري، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت على مدى اسبوع، من قبل مؤيدي الطرفين، لتعود وتهدأ من جديد.

 

كما خف الوهج السلبي لردود بعض نواب «المستقبل»، على أثر مواقف مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، الذي ساهم في التهدئة على جميع محاور خصوم «التيار الازرق»، خصوصاً بعد إعلانه والرئيس نجيب ميقاتي، عدم مقاطعة الطائفة السنيّة للانتخابات النيابية، فضلاً عن تبيان صورة سياسية بأنه سيكون قائداً للشارع السنيّ، ولن يسمح لأحد بخرقه وتوجيهه نحو الخانة الخاطئة اي التطرّف، ما ساهم في تهدئة الاجواء، كما انّ طلب جعجع من نوابه ومسؤوليه بعدم الغوص، او التعليق او مهاجمة اي موقف يعود الى التيار الازرق، منعاً لتفاقم الوضع الاكثر، ادى ايضاً الى السيطرة على الهواجس التي سادت الوضع طوال الاسبوع الماضي.

 

الى ذلك ساهم خط الرياض، وفق مصادر مواكبة لعلاقة الفريقين، بحدوث التهدئة بينهما وإيقاف الردود ليس اكثر، تحت عنوان «الهدوء مطلوب» وبين «الثلاثي» ايضاً، اي «الاشتراكي» و»القوات» و»المستقبل»، خصوصاً في التوقيت الانتخابي الذي انطلق، في حين لم يفلح الخط السعودي في جمع «المستقبل» و»القوات « من جديد، فيما يسير جنبلاط على الخط الانتخابي المستقيم، لانه يعرف دائماً من أين تؤكل الكتف، لذا فالخسارة معه لا تعيش طويلاً، هو القارئ الجيد في السياسة، وفي مصالحه الخاصة ومن ضمنها مصلحة الطائفة الدرزية، لذا لا يعادي احداً في التوقيت المناسب، بل يبحث دائماً عن انتصار، مهما كانت الغايات، هو اليوم حليف مع « القوات» و»المستقبل»، ولا يرفض ان يتحالف حتى ولو كان مع الخصوم، اذ لا يمكن للزعيم الدرزي ان يسير على درب المغامرة، في مرحلة صعبة وخطرة وحساسة، لانّ المغامرة ممنوعة في زمن التوازنات.

 

وترى المصادر المذكورة، انه على الرغم من بعض « التخبيصات « التي قام بها جنبلاط مع الحريري، والتي بدأت مع خروجه المفاجئ من فريق 14 آذار في العام 2009 فصدمته ، ومن ثم اتت مشاركة جنبلاط في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011 ، بعد الإطاحة بحكومة الرئيس الحريري، لتصدم الاخير اكثر فأكثر، بعدها كان نشوب الخلافات بينهما، لكن الزعيم الدرزي كان دائماً يحفظ خط الرجعة، ويعود الى الحليف القديم في بيت الوسط، فلا يطوّل الغيبة ولا الخلاف ، اكثر من ايام واسابيع قليلة جداً، لا تتعدى التوتر والفتور في العلاقة، مروراً ب» نزلات « سرعان ما يرفعها جنبلاط الى «طلعات « فيحافظ عليها، وصولاً الى اليوم، والى شهر ايار المقبل تحديداً، لان اقليم الخروب والشوف والبقاع الغربي وبيروت الثانية، يحتاجون الى الصوت السنيّ وتأثيره في صناديق الاقتراع التي ستفرز الرابحين والخاسرين.