Site icon IMLebanon

جمهور «المستقبل» مُشتت.. إنتخابات ٢٠٢٢ تصيبه بالنكبة المرشحون من فلك «الأزرق» ينتظرون الدعم شمالاً وبقاعاً وجنوباً

 

 

لم تتضح بعد الصورة النهائية لكيفية تعاطي «تيار المستقبل» مع استحقاق ١٥ أيار، فعلى رغم تأكيدات قيادات «المستقبل» تعليق العمل السياسي وعدم المشاركة، فان أحدا غير مقتنع  بعد بحيادية او مقاطعة الجمهور الأزرق، وعليه فان الأنظار متجهة لاستطلاع دور «المستقبل» وكيفية مشاركته في الإنتخابات، من دون أخذ  نظرية الاعتكاف على محمل الجد، إذ يعتبر المطلعون على ما يجري في أروقة التيار ان هناك تفاوتا بين ما يعلن إعلاميا  ووسائل التواصل، وما يحصل على الأرض.

 

هذا الالتباس او التخبط دفع الأمين العام لـ «المستقبل»  أحمد الحريري الى الخروج عبر وسائل الاعلام وتكثيف تصريحاته «الإنتخابية «، مؤكدا عدم وجود لوائح او مرشحين للتيار مضيفاً ردا على التسريبات حول دعم شخصيات ولوائح «ان لا دعم من تحت الطاولة او فوقها لأي طرف، وان من أراد الترشح من داخل التيار قدم استقالته، ومن كان حليفا من خارج المستقبل اختار طريقه».

 

موقف الحريري لم يقنع أحدا، والتساؤلات مستمرة أين ستذهب أصوات «المستقبل»، خصوصا ان جمهوره له تأثيرات في عدد أساسي من الدوائر، كما ان الإعتقاد السائد ان «المستقبل» او المقربين منه سيقومون برفد لوائح الحلفاء، خصوصا الحزب «التقدمي الإشتراكي» في عدد من المناطق، اذ تؤكد المعلومات ان «المستقبل» يتجه من دون ان يعلن ذلك  الى دعم لائحة النائب تيمور جنبلاط الشوفية التي تجمعه بـ «القوات» و»الأحرار» مع المرشح سعد الدين الخطيب عن المقعد السني.

 

أغلب الظن، كما تقول المعلومات، ان جمهور «المستقبل» لن يلتزم كله بقرار الحريري، فهناك فئة سوف تذهب للمقاطعة، ويتجه عدد من مفاتيح المناطق لدعم لوائح «الاشتراكي» وشخصيات سنيّة تدور في فلك «المستقبل».

 

في دائرة البقاع الأولى (زحلة) كتلة سنية تبلغ ٥٤ ألف ناخب، يقترع منهم ٢٦ ألفا ، مما يعني ان هناك تأثيرا كبيرا للصوت السني على مستوى نتائج الإنتخابات، وفي دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي وراشيا) فان تصويت جمهور «المستقبل» من شأنه ان حصل تعزيز حظوظ لائحة «الإشتراكي» والنائب محمد القرعاوي، اما دائرة بعلبك – الهرمل فان تصويت جمهور «المستقبل» من شأنه تعزيز لائحة «القوات» – السنيورة.

 

لدائرة بيروت الثانية رمزية معينة في الإنتخابات، لأنها الدائرة التي يترشح فيها رئيس «تيار المستقبل» عادة، وحتى الساعة كل المؤشرات تدل على مقاطعة سنية، مما سيؤدي حتما الى خفض الحاصل الإنتخابي، ويسمح بوصول مرشحين من اللوائح الأخرى.

 

في دائرة صيدا – جزين المقعد السني للنائبة بهية الحريري، التي شغلت المقعد منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، يبدو عدم وضوح في الرؤيا ،  بعد نشوء تحالف «المستقبل» والسنيورة الذي يواجه «فيتو» واضحا من قبل المقربين من بيت الوسط والرئيس الحريري.

 

في الشمال الذي يعتبر خزان «المستقبل» الشعبي، بلبلة إنتخابية،  في الشمال الأولى (عكار)  عدم استقرار لدى جمهور «المستقبل»، ويحكى عن توجه لدعم نواب التيار الحاليين، وفي الشمال الثانية (طرابلس والمنية والضنية) يضيع الصوت «المستقبلي» بين عدد كبير من اللوائح، اما في الشمال الثالثة فالتوجه المرجح لدعم لائحة  «تيار المردة».

 

الصوت السني في انتخابات ٢٠٢٢  كما يقول خبراء الإنتخابات مشتت بين قرار بيت الوسط والمرشحين الذين يدورون في فلك «المستقبل» وأصدقاء وحلفاء التيار .