رغم اختلافاتهم… مرشحو صيدا – جزين يدعون للمشاركة بكثافة
يتلاقى المرشحون في دائرة صيدا – جزين الانتخابية رغم تنافسهم واختلاف الأسباب، على دعوة الناخبين الى المشاركة بكثافة في الاقتراع يوم الاحد في 15 ايار المقبل، فالاستنكاف يشكّل هاجساً يؤرقهم وهم يخوضون المعركة على الصوت الواحد في ظل تساوي الحظوظ بجمع حاصل انتخابي ليصبح الكسر سيد الموقف والحسم.
في صيدا، غياب تيار «المستقبل» عن المشهد الانتخابي وعزوف النائبة بهية الحريري عن الترشح، يشكلان الهاجس الاكبر لتراجع نسبة المشاركة، بعد المعلومات عن الاتجاه نحو «المقاطعة الضمنية»، ما يحرم المرشحين في اللوائح الاخرى المنافسة من كسب اصواتهم «الحائرة» بعد الاعتقاد بأنه يمكن تقاسمها نظراً لتداخل العلاقات وروابط العائلات، سيما وان الحريري نفسها غير مرشحة حيث كانت تشكل شد عصب للناخبين وقد نالت 13148 صوتاً، وتحرص في كل جلساتها الخاصة ولقاءاتها العامة، على تكرار موقفها الثابت بأنها لن تخوض في صراع الانتخابات التزاماً بقرار الرئيس سعد، وهي لم تدعم مرشحاً او لائحة، لكنها في الوقت ذاته لم تعط كلمة السر في التصويت بعد، تقول «الوقت باكر»، وسط اتجاه يميل نحو المقاطعة الضمنية وخلط الاوراق في نسبة الاقتراع، وتخفيض الحاصل.
تضاف الى هذا الهاجس الصيداوي، اصوات «الجماعة الاسلامية» بعد انسحاب مرشحها المسؤول السياسي الدكتور بسام حمود، وهي تشكل كتلة ناخبة قدرت في الانتخابات السابقة بنحو 3204 اصوات، ويلتزم محازبوها بقرار القيادة التصويت لاي مرشح في اليوم الاخير لموعد الاستحقاق، علما انه لم يتم حسم القرار حتى الآن، علماً ان «الجماعة» ستقيم افطاراً رمضانيا يوم الجمعة في باحة ملعب صيدا البلدي برعاية الامين العام عزام الايوبي وستكون له مواقف سياسية وانتخابية بارزة.
واذا كان كل من النائب أسامة سعد (نال 9880 صوتاً) والدكتور عبد الرحمن البزري (3509 أصوات)، ينطلقان من قاعدة شعبية واضحة ترجمت في الاصوات التفضيلية في الدورة الانتخابية السابقة، فإن المرشح المستقل على لائحة «وحدتنا في صيدا وجزين» المهندس يوسف النقيب، سيكون الاوفر حظا في نيل الاصوات نظرا لقربه ولدوره المحوري في الماكينة الانتخابية السابقة للتيار الازرق في الانتخابات سواء النيابية منها او البلدية، ويقول البعض انه يملك كثيراً من المفاتيح من المقاصد الى «اوجيرو»، الى بعض الشخصيات التي تشكل حالات وازنة، علماً انه في حركة انتخابية لا تهدأ وقد استهلها مع روابط العائلات الصيداوية، قبل ان ينتقل الى الجولات الميدانية.
توازياً، فان المستقل في لائحة «الاعتدال قوتنا» نبيل الزعتري، سليل العائلة الصيداوية، يخوض اول اختبار وهو مرتاح في اتجاهات عدة منها شبكة علاقاته ارتباطاً بدوره ودور عائلته الاقتصادي والتجاري والخدماتي والانمائي والخيري، ووجوده في الميدان وخطابه الانتخابي المقنع، وبعد اعلان الثنائي الشيعي التصويت له في صيدا ولحليفه النائب الجزيني ابراهيم عازار في جزبن، ما يجعله متساوي الحظوظ مع الآخرين.
هذه التوقعات لأصوات المرشحين في اللوائح الأبرز في صيدا، لا تلغي دور المرشحين في الحراك الاحتجاجي سواء في «ثورة 17 تشرين»، او مجموعة «صيدا تنتفض» او «حركة مواطنون ومواطنات في دولة»، وهي ستأخذ اصواتاً من طريق الجميع، فيما الحظوظ تبقى أقرب الى «رسالة اعتراض» مع صعوبة جمع حاصل انتخابي لاسباب كثيرة ابرزها عدم توحد الحراك نفسه في لائحة واحدة.
بينما في جزين، فقد تراجعت شعبية «التيار الوطني الحر» مع قرب نهاية «العهد القوي» بخلاف الدورة الماضية في العام 2018، اضافة الى الخلافات الداخلية حول دعم اي من المرشحين في اللائحة ذاتها «معا لصيدا وجزين» اي النائب زياد اسود او النائب السابق أمل ابو زيد، ناهيك عن عدم الحماس في الانتقال من بيروت الى منطقة جزين للتصويت اذا لم تكن هناك حوافز مهمة باستثناء المنتسبين الى الاحزاب والمؤيدين لها سواء في «التيار» او «القوات اللبنانية» او الكتائب وسواهم.