أصدر مديرو المؤسسات المختلفة في تيار المستقبل تعميماً يقضي بتقسيم الدوامات بما يقلّل من ساعات العمل. وأوضحت مصادر لـ «الأخبار» أنه سيصار، على سبيل المثال، الى اعتماد موظفين أو ثلاثة موظفين في نشرة أخبار تلفزيون المستقبل بدلاً من سبعة أو تسعة، بحيث يداوم كل موظف يومَي عمل أسبوعياً».
التعميم جاء بعد اجتماع المديرين مع المستشار الاعلامي للرئيس سعد الحريري، هاني حمود، الأسبوع الماضي، وهو يسعى الى «تخفيف الضغط عن الموظفين، واستيعاب نقمتهم، وإفساح المجال أمامهم إذا قرروا العمل خارج المؤسسة»، كما يشير الى أن الوعود بدفع متأخرات سبعة أشهر من الرواتب لموظفي المؤسسات الحريرية قد لا تكون قريبة التحقّق.
وكان حمود قد استدعى مديري المؤسسات نهاية الشهر الجاري بعدما قرّر الموظفون إخراج قضية عدم تقاضيهم مستحقاتهم الى العلن «إثر عدم وفاء الحريري بوعده باقتراب الفرج على أبواب عيد الأضحى لأسباب خارجة عن إرادته». وجرى الاتفاق على دفع رواتب شهر واحد لموظفي التلفزيون الثابتين فقط. أما الموظفون «على القطعة»، فلم يشملهم القرار.
حمود ذكر بـ «فضل آل الحريري»: التحركات ممنوعة
وعلمت «الأخبار» من مصادر نيابية مطلعة في المستقبل أن حمود وعد هو الآخر باقتراب الفرج، وهو لجأ، لامتصاص النقمة، الى اللعب على «الوتر الحسّاس»، إذ شدّد على أن «الرئيس الشهيد والرئيس الحريري لم يتأخر يوماً عن تلبية مطالب الموظفين، لا بل غمرهم بالفضائل يوم كان البلد ماشي والشغل ماشي والأموال السعودية ماشية». وأبلغ حمّود من استدعاهم الى بيت الوسط بوضوح أن «التحركات مرفوضة. ولآل الحريري فضل عليكم لا يُمكنكم نسيانه».
مصادر الموظفين قالت لـ «الأخبار» إن «أحداً منا لا ينكر فضل آل الحريري ولسنا ناكرين للجميل… ولكننا مخنوقون، والجوع كافر»، فيما أعربت مصادر نيابية في تيار المستقبل عن خشيتها من أن يكون «قرار التحرك الذي اتخذه بعض الموظفين داخل المحطة، والذي نجح حمود حتى الآن في ضبطه، هو رأس جبل الجليد الذي يمكن أن ينهار على رؤوسنا في أي لحظة». وتلفت الى أن قرار موظفي التلفزيون بالاحتجاج العلني «ما كان ليرى النور لولا إدراكهم تأييد كل زملائهم لهم في بقية المؤسسات التابعة للتيار، التي تئن إداراتها تحت وطأة ضغوط موظفيها ولو بصوت منخفض حتى الآن. ولذلك، فإن المزيد من المماطلة في مخاطبة هواجسهم قد تجبرهم على العودة الى قرار الاحتجاج العلني مجدداً، ولكن هذه المرة في شكل يطاول كل المؤسسات بما لا يمكننا السيطرة عليه».