تحفل المرحلة الراهنة بكثير من الدقة والمخاوف في آن، لا سيما ان الشارع ينتفض بشكل تدريجي وباتت اللعبة مفتوحة على كافة الاحتمالات السياسية والامنية، دون اغفال ان تحركات السفراء الغربيين تفاعلت في الايام الماضية لمراقبة الوضع الداخلي على ضوء التظاهرات الاخيرة، ولذلك دلالات مهمة هي موضع تساؤل سياسي وشعبي لهذا الاهتمام الدولي لما يحصل في بيروت ما يعني ان الامور ذاهبة باتجاهات اكثر تصعيداً وربما حدوث متغيرات جراء هذا الحراك الشعبي الذي يأتي على وقع التأهب لانطلاق جلسة الحوار الاولى في التاسع من ايلول المقبل.
هذا ما تلفت اليه اوساط في تيار المستقبل التي تشير الى أن هذا الشهر سيكون حافلاً بالاستحقاقات الداخلية والاقليمية والدولية وخصوصاً القمة التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما لما لها من أهمية في هذه الظروف المفصلية التي تجتازها المنطقة وحيث يعوّل كثيراً على تلك القمة السعودية – الأميركية لجملة عناوين بداية العلاقة الثنائية التاريخية بين البلدين وان كان هناك تباين حصل بينهما في الآونة الأخيرة على خلفية الحرب السورية وبعض الملفات الاخرى وصولاً الى حرب اليمن الى ما يحدث في سوريا والوضع اللبناني والعراق والقضية الفلسطينية. كل هذه كانت موضع تباحث ونقاش مستفيضين بحسب الاوساط نفسها بين الملك سلمان والرئيس أوباما وعليه ستظهر نتائج لقاء العاهل السعودي والرئيس الأميركي خلال فترة ليست بعيدة وعندها ستتضح معالم الوضع اللبناني على ضوء هذه القمة ولما لدور المملكة من أهمية وعلاقات تاريخية مع لبنان وحضور مؤثر في الشرق الاوسط.
لذا تضيف الاوساط في «المستقبل» أن الايام المقبلة ستظهر اموراً كثيرة من خلال مباحثات واشنطن وصولاً الى أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة حيث سيكون للوفد اللبناني لقاءات واتصالات على قدر كبير من الأهمية. وتكشف الاوساط أن ملفات كثيرة سيتم طرحها في هذه القمة وتحديدا ملف النازحين السوريين على اعتبار ان لبنان يتحمل أعباء كثيرة في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها وخصوصاً على المستويات الاقتصادية والمالية والمعيشية.
وفي سياق متصل يقول عضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حماده ان قمة الملك سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس الاميركي مفصلية وخصوصاً ان خادم الحرمين الشريفين متمسك بالثوابت والمسلمات من عاصفة الحزم الى عاصفة الأمل وصولاً الى رؤيته للملف السوري الثابتة والمتماسكة، ناهيك لما للسعودية من مكانة عربية ودولية وثمة تعويل عربي وخليجي على هذه القمة. كما ندرك ايضاً مدى اهتمامات المملكة بلبنان وهي التي كانت تاريخية ولم تزل الى جانبه في السراء والضراء.