استرعت زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى المملكة العربية السعودية اهتماماً بالغاً في توقيتها ومضمونها واهميتها في المرحلة الراهنة على حدّ قول مصادر في تيار المستقبل، وأيضاً انها جاءت بعد زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان جان فرنسوا جيرو، ما استدعى اكثر من قراءة لهذه الزيارة والتي تأتي بعدما سبق لجعجع ومنذ اشهر قليلة ان زار المملكة.
وهنا، تلفت المصادر نفسها الى ان ابواب المملكة مفتوحة للجميع، وهي على مسافة واحدة من كافة الاطراف والقوى السياسية، اضف انها تلتقي جميع الشرائح ومن كل التوجهات والانتماءات، وسفيرها في لبنان يتواصل مع الجميع، ومن الطبيعي ان يكون لها اصدقاء، واذا صح التعبير حلفاء، ومن ضمنهم جعجع حيث ينقل عن كبار المسؤولين السعوديين وبحسب مصادر المستقبل، تقديرهم لمواقفه وصلابته وعدم الانقلاب على اي موقف او محطة سياسية معينة، وهذا التقدير لجعجع جعله موضع ثقة. وفي هذا السياق، تأتي زيارته للتشاور حول ملفات عديدة ان على مستوى الاستحقاق الرئاسي او وضع المنطقة، الى ما يعانيه من لبنان من ارهاب متماد وسوى ذلك من القضايا التي تحفل بها الساحتان الداخلية والاقليمية،
وتؤكد مصادر المستقبل ان موضوع الاستحقاق الرئاسي تتابعه المملكة من زاوية ضرورة ان يكون هناك رئىس للجمهورية، وهي القلقة على الفراغ الدستوري وشغور هذا الموقع الأول، مع التذكير بمضمون الكلام الذي ادلى به السفير السعودي علي عواض عسيري منذ ايام قليلة عندما التقى بالرابطة المارونية، بمعنى أنه اكد على اهمية الدور المسيحي في لبنان والمنطقة وتاريخه النهضوي والبنّاء في كل المجالات وعلى ضرورة حماية الوجود المسيحي واستنكار ما يتعرض له من تهجير سبق ان حصل في العراق وسوريا، تالياً ليس للمملكة من اي مرشح وهي تدعم رئيساً توافقياً لكل اللبنانيين، وذلك شأنهم ودورهم بعيداً عن اي املاءات ومن اية دولة كانت.
واشارت مصادر المستقبل الى أن لقاء جعجع والرئيس سعد الحريري طبيعي في سياق التحالف بينهما، ناهيك ان التواصل قائم بشكل دائم وان حصلت بعض التباينات في امور معينة فذلك لا يفسد في الودّ قضية. وعليه، هنالك توافق استراتيجي على كافة المستويات والصعد والموضوع الرئاسي كان طبقاً رئىسياً بينهما، الى الحوار المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل والذي تدعمه القوات اللبنانية، في وقت ان الحريري يشجع اي حوار مسيحي ـ مسيحي ولبناني من شأنه ان يؤدي الى الاستقرار ووحدة اللبنانيين، وبالمحصّلة، تقول مصادر المستقبل ان الاجواء المتوفرة من المعنيين بالزيارة الى انها كانت ناجحة ولمس رئىس القوات حرصاً سعودياً واضحاً على دعم لبنان، ويحث كان هنالك شكر للمكرمة التي قدمتها الرياض للجيش اللبناني والتي سيكون لها تأثير في مسألة مواجهة الارهاب بكل اشكاله.
ويبقى أخيرآً ان المرحلة الراهنة قد تشهد زيارات اخرى من مسؤولين لبنانيين الى السعودية تضيف المصادر، وبمعنى أوضح ان ما حمله جيرو الى لبنان، ومن ثم الى طهران، ولاحقاً الرياض، فذلك ينبىء بتطورات ما على صعيد الاستحقاق الرئاسي، ولكن المعلومات المستقاة من كبار المسؤولين تؤكد ان انتخاب الرئىس ليس بالوقت القريب واللحظة الاقليمية لم تحن بعد، فالخلافات قائمة، وعليه ان السعودية تسعى لتقريب المسافات بين اللبنانيين وايضاً انها أبلغت جيرو كل من تلتقيه بأنها الى جانب كل ما يؤدي الى الأمن والاستقرار في لبنان.