IMLebanon

«المستقبل» : الهبة السعوديّة في لمساتها الأخيرة

تكتسب «عجقة» الموفدين الدوليين باتجاه لبنان أهمية خاصة في هذه المرحلة بحيث يذهب العاشق ويأتي المشتاق، وكلهم يفتّشون عن كيفية انتخاب رئيس للجمهورية امام الكمّ الهائل من التعقيدات اللبنانية والخلافات الاقليمية والانقسامات من كل حدب وصوب. وعليه، فان هذه الحركة الاقليمية والدولية تقول مصادر متابعة، ستبقى قائمة ومستمرة اذ ان المعلومات تشير الى أن اكثر من موفد عربي ودولي سيصل بيروت في المرحلة المقبلة ولكن حتى الآن نسمع جعجعة ولا نرى طحناً اذ وحدها اللحظة الاقليمية المؤاتية بغطاء دولي تؤدّي الى انتخاب رئيس للجمهورية في ليلة ما فيها ضوء قمر مهما كابر هذا المسؤول وذاك او رفضت هذه الجهة السياسية وتلك، والتجارب في هذا السياق حدّث ولا حرج وما يقوله هؤلاء إنما لتسجيل مواقف سياسية وشعبوية لا أكثر ولا أقل.

وفي هذا الاطار، تقول مصادر «تيار المستقبل» ان الابرز في كل هذا الحراك يتمثّل في زيارة نائب وزير الخارجية الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا جان فرنسوا جيرو الذي لم يأت للاستطلاع والاستكشاف وإنما لكيفية التوصل الى حل وحمل معه طروحات وتفويضاً اوروبياً واميركياً وعدم ممانعة ايرانية، وصولا الى دعم من المملكة العربية السعودية التي تسعى الى تقريب المسافات بين القيادات اللبنانية ولانتخاب رئيس للجمهورية وبالتالي سفيرها في لبنان علي عواض عسيري رسم خارطة طريق في مواقفه الاخيرة حيال طبيعة الدور السعودي الهادف الى دعم لبنان واستقراره وعدم التدخّل في شؤونه لا من قريب أو بعيد وتمنياتها بانتخاب رئيس للجمهورية لما لذلك من ايجابيات سايسية ودستورية وأمنية، كذلك تضيف المصادر، ان الرياض ومن خلال دعمها لتسليح الجيش اللبناني فانها تُدرك ماهية دور المؤسسة العسكرية في مواجهة الارهاب وهي التي تواجه الارهابيين من خلال إماطة اللثام عن شبكات ارهابية كُشفت مؤخراً وكانت بصدد القيام بأعمال اجرامية في المملكة، ما يعني ان هذا الدور السعودي عامل مساعد للحل في لبنان على حد قول المصادر عينها، وقد عبّر عنه الموفد الفرنسي جيرو خلال لقاءاته مع بعض المسؤولين اللبنانيين عندما أكد وشدد على أهمية ما قامت به المملكة تجاه لبنان وخصوصا هبتها لتسليح الجيش اللبناني، مشيرا الى أن هذه المسألة مدار لقاءات متواصلة بين مسؤولين لبنانيين وفرنسيين وسعوديين والامور تأخذ وقتها في بعض الجوانب التقنية ولكنها قطعت مراحل متقدمة، وذلك انجاز كبير في سياق تسليح الجيش اللبناني عبر الدعم السعودي.

من هنا، اشارت مصادر المستقبل الى أن الحركة الدبلوماسية الاقليمية والدولية نحو لبنان مهمة في هذه المرحلة وبالتالي البلد ليس متروكا، وذلك يعني ان ثمة اهتماماً من المجتمع الدولي به وسعياً الى تحييده عن نيران الحرب السورية وما يحصل في المنطقة من تحوّلات ومتغيرات، اضافة الى العناية الابرز والتي تتمثل في انتخاب رئيس للجمهورية عبر الاتصالات بين عواصم القرار ولا سيما الدور الفرنسي الفاعل والذي وفق المعلومات والاجواء المتوافرة قد يُنبىء في مرحلة قريبة بمعرفة مساره في ضوء الاتصالات الجارية والتي تجمعت لدى جيرو، وايضا عبر ما يقوم به الأليزيه من إشراف شخصي للرئيس فرنسوا هولاند واهتمامه الواضح بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان واتصاله بالرئيس سعد الحريري يحمل دلالات كثيرة. وفي غضون ذلك، يُرتقب ان يكون للأليزيه دور واتصالات ولقاءات مكثّفة على غير محور تهدف الى العمل على المساعدة والمساندة لانتخاب الرئيس العتيد، وهذا ما يتبدّى من خلال حراك جيرو باتجاه العواصم المعنية بالملف اللبناني الى جولاته على الزعامات والقيادات اللبنانية.