IMLebanon

«المستقبل» : التهديدات بالانسحاب من الحكومة سيبقى ضمن التهديد والوعيد دون تنفيذ  

تضج الساحة الداخلية بما هبّ ودبّ من صولات وجولات ومواقف سياسية صاخبة وهمروجات اعلامية، والجميع يسمع جعجعة ولا يرى طحناً. وعليه فإن ما يجري اليوم من تسويق مبادرات وطروحات وجولات، لا سيما جولات نواب التيار الوطني الحر على القيادات السياسية، الى الحوار بين معــراب والرابية وايضا الحوار الآخر بين تيار المســتقبل وحزب الله، فكل ذلك، وفق اجواء سياسية مطلعة، انما هو لتقطيع الوقت وتمـرير المرحـلة الراهنة الى حين نضوج الحل في لبنان.

وفي هذا الاطار فإن اوساط تيار المستقبل ومن خلال معلومات بالغة الدقة، تشير الى ان لبنان امام اسابيع حاسمة قد نقلب الامور رأساً على عقب على مختلف المستويات السياسية والامنية والاقتصادية اذ ثمة اجواء عن معارك عسكرية في سوريا سيكون لها وقعها على الداخل اللبناني وصولا الى عودة التصعيد الميداني في اليمن، وبالتالي ما يجري في ذاك البلد ترك انقساما عاموديا على الساحة اللبنانية على ضوء الحملات التي استهدفت المملكة العربية السعودية، وان خفت وتيرتها بعد تدخلات على اعلى المستويات واتصالات جرت بعيدا عن الاضواء الى ما تقوم به الهيئات الاقتصادية وغرف التجارة والصناعة من جولات على دول الخليج والتي بدأت تعطي ثمارها.

من هنا فهذه التطورات والأحداث تضيف الاوساط سيكون لها وقعها على الاستحقاقات المحلية وتحديدا الانتخابات الرئاسية، اذ بداية ثمة معطيات نقلت عن سفراء غربيين تصب في خانة اطالة أمد الفراغ الرئاسي، اذ يتفاجأ من يلتقي بهذا السفير او ذاك او هذا الموفد الدولي وسواه ممن يأتون الى لبنان بحيث لا يطرح موضوع الانتخابات الرئاسية سوى بشكل عابر وتمنيات ومجاملات ولا احد يحمل معه أية صيغة او موقف ينبىء بقرب انتخاب الرئيس. فالجميع يشير الى ضرورة ترسيخ الاستقرار في لبنان وتجنيبه نيران حروب المنطقة والتأكيد على تسليح الجيش اللبناني ودون ذلك ليس هنالك ما يوحي بأي انفراجات سياسية او ثمة تسوية يجري الاعداد لها من عواصم القرار وتحظى بدعم اقليمي على اعتبار ان المجتمع الدولي متفرغ للحروب التي تعصف بالمنطقة من اليمن الى العراق وسوريا، وذلك الشغل الشاغل لها.

بمعنى اوضح يؤكد مرجع سياسي في مجالسه على ان لبنان ليس اولوية لدى عواصم القرار او انه يحظى باهتمام على غرار ما كان يجري في السابق وحتى في ملف النازحين السوريين ثمة تسويف واهمال والمخاوف من ان يتحول هــذا الملف الى كرة ثلج قد تؤدي الى انفجار اجتماعي لا تحمد عقباه وسيكون له مردود سلبي على البنــية الاجتماعية اللبنانية وعلى الاقتصاد اللبناني.

واخيراً، تخلص الاوساط في تيار المستقبل الى ان التهديدات والمواقف التصعيدية ستبقى في اطارها المحدود من قبل من يهدد ويتوعد، وخصوصا الانسحاب من الحكومة او الاقدام على خطوات كبيرة باعتبار سقف التصــعيد له خطوطه الحمر ولا سيما على مستوى اسـقاط الحــكومة لأن ذلك ممنوع داخليا واقليميا ودوليا، تاليا ان نسف الدستور اي الطائف ضرب من الجنون في هذه المرحلة، فهو السلم الاهلي، اذ يمكن الحديث عن تطبيقه وتعديله والنظر ببعض جوانب هذا الاتــفاق انما الكلام عن مؤتمر تأسيسي والمثالثة وسواهم فذلك نتاج مواقف سـياسية في لحظات انفعالية، وتلك العناوين تعتبر انتحارية في بنية البلد السياسية والطائفية وتحديدا في هذه الظروف غير الاعتيادية.