Site icon IMLebanon

مستقبل” طرابلس منقسم بين الحريري وريفي

إحدى اللافتات المؤيدة للوزير أشرف ريفي التي رُفعت قرب سرايا طرابلس حملت عبارة “نحن لن نلبس تنورة”. اللافتة، وغيرها مما حمل مواقف مؤيدة لوزير العدل ومنتقدة للرئيس سعد الحريري، أزيلت بعد وقت قليل من رفعها، لكنها كشفت حجم الإرباك الذي أوقع وزير العدل نفسه به في منازلته الأخيرة مع الحريري. المصادر القريبة منه أكدت أنه أوعز الى مؤيديه بعدم رفع أي لافتة، وأنه والحريري “في خندق واحد، وتجمعنا أهداف ورؤية مستقبلية واحدة، وأن العلاقة مع الرئيس الحريري متينة جداً، ولن يشوّهها أي مغرض”.

لكن ريفي الذي إستطاع الإمساك بالشارع، وعدم نقل أزمته مع زعيمه إلى مدينته، لم يستطع التحكم في السجال الذي شهدته وسائل التواصل الإجتماعي التي تحوّلت الى ميدان حرب بين مناصري الرجلين ضمن تيار المستقبل، الذي انقسم على نفسه عمودياً. مؤيدو الحريري إنتقدوا ريفي على خطوته، وسألوه “أين أصبح مشروع كهرباء زحلة؟” الذي وعد بنقل تجربتها إلى طرابلس، وكتبوا: “بالأمس تواطأتم على رفيق الحريري ثم قتلتموه وبكيتم في جنازته، واليوم لن نسمح لكم بقتل سعد الحريري”. وفي المقابل كان مؤيدو ريفي أكثر نشاطاً لأهداف لها علاقة بالصلة المباشرة مع إبن مدينتهم واستفادتهم من خدماته الشخصية. فرأى أحدهم أن “موقف ريفي قد لا يمثل الحريري لكنه يمثل كثيرين غيره”، وسأل آخر: “إذا كان خالد ضاهر وأشرف ريفي لا يمثلان الحريري، فهل فؤاد السنيورة هو من يمثله؟”.

التباعد بين الحريري وريفي قرأته أوساط سياسية على أنه “خلاف جدّي بين الرجلين لا مجرد تبادل أدوار”، مشيرة إلى أن ريفي “يراهن على مجهول بعدما تبين له أن التفاهمات السياسية أكبر منه، وأنه ليس جزءاً من اللعبة السياسية ولا يعرف تفاصيلها”. ورأت في مواقف وزير العدل “تعبيراً عن أمنيات أكثر منها قراءة واقعية للسياسة، بدليل أن أحداً من داخل تيار المستقبل أو خارجه لم يتضامن معه”، مؤكدة أنه “لن يستقيل من الحكومة لأنه سيكون عندها عرضة لتصفية كثيرين حساباتهم معه”.

في هذا الوقت، بات السؤال الأكثر إلحاحاً في طرابلس: هل يشارك ريفي في مهرجان ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري الأحد المقبل، وكيف سيكون موقفه من الإنتخابات البلدية في طرابلس، هل يتحالف مع الحريري أم يواجهه؟.

وفيما كان التيار الأزرق مشغولاً بأزمته الداخلية، كان الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي يجولان معاً في شوارع طرابلس ويلتقيان المواطنين، بعدما باتت قضايا المدينة، في الفترة الأخيرة، آخر هموم التيار الأزرق ومن يدور في فلكه.