«المستقبل» يريد التزامات من «حزب الله» حول الأمن في بيروت والـ«1701»
فتفت يسأل عبر «اللواء» عن جدوى الإستمرار في الحوار بعدما تحوّل ترفاً أدبياً
بانتظار عقد الجلسة السادسة للحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» المتوقعة نهاية الأسبوع المقبل، فإن ما رشح عن الجلسة الخامسة التي عقدت أول أمس، أظهر ومن خلال بيانها الختامي أن النقاشات غاصت في الكثير من التفاصيل الدقيقة المتصلة بالملاحظات التي قدمها وفد «المستقبل» حول معالجة التسيب الأمني في بيروت وما يرافقه من ممارسات تسيء إلى أهالي بيروت، كما حصل خلال إطلاق النار والقذائف بالتزامن مع إطلالة الأمين العام لـ«حزب الله» الأخيرة، حيث طالب الوفد ممثلي «حزب الله» في الاجتماع بضرورة أن يكون هناك موقف حازم من هذه الممارسات وأن يصار إلى عدم تكرارها لتفادي استفزاز مشاعر الآخرين وبما يؤكد فعلاً التزام الحزب وجمهوره بمقررات الحوار، إلى جانب إزالة كل الشعارات الحزبية من شوارع العاصمة، قولاً وفعلاً، لضمان استمرار الحوار وتحقيق نتائجه المرتجاة.
واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، فإنه كانت هناك خلال الجلسة مكاشفة صريحة لما جرى في الأيام الماضية، سواء في الجنوب أو في بيروت، وما لذلك من انعكاسات سلبية على الحوار الذي يتطلب وجود مناخات مؤاتية ومسؤولة لضمان نجاحه وتجنب مصير الحوارات السابقة التي لم تظهر التزام «حزب الله» بمقرراتها، إن على الصعيد الداخلي أو في ما يتصل بالأزمة السورية.
وكشف عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب أحمد فتفت لـ«اللواء»، أن الجلسة كانت صريحة ومباشرة، بحيث قيل ما يجب أن يقال لوفد «حزب الله» حول هواجس «تيار المستقبل» بشأن ما جرى في بيروت والجنوب، سيما موقف الحزب من الـ1701 ومن العراضات المسلحة التي سبقت وتلت كلام السيد نصر الله، وكيفية تجنب التصعيد السياسي الذي يرفع من منسوب التوتر، لافتاً إلى أن الجلسة لم تخل من نقاشات حامية بين الطرفين وهذا ما تم التعبير عنه من أن جلسة الحوار كانت صريحة ومباشرة، سيما وأن كلام المرشد الإيراني علي خامنئي حول لبنان يثير المخاوف ولا يدعو إلى الارتياح، بحيث أصبحنا أمام إشكالية جديدة كلياً في المعطى السياسي.
وفي حين يقول «حزب الله» إنه ضد إطلاق النار في المناسبات التي يدعو إليها أو حين يتحدث أمينه العام ويطالب القوى الأمنية بتوقيف الفاعلين، فإن فتفت يتساءل كيف يرفض «حزب الله» مثل هذه الممارسات وهو الذي يتولاها، لأن إطلاق النار يصدر من معقله في الضاحية الجنوبية، لكنه في المقابل يشدد على أن الأهم من كل ذلك مدى التزام «حزب الله» بـ«1701»، فهل لا يزال ملتزماً بهذا القرار الدولي، أو أن له قراءة خاصة؟ لأنه يبدو أن للحزب قراءة خاصة لهذا القرار، باعتبار أن ممارسات «حزب الله» اليومية فيها تجاوز واضح للقرار الدولي، كما يحصل مع تمرير الأسلحة عبر الحدود اللبنانية، الأمر الذي أدخل لبنان في منطقة الخطر الفعلي، خاصة بعدما أبلغنا خامنئي بأن لبنان أصبح جزءاً من امتدادات الإمبراطورية الفارسية.
وإزاء هذا الواقع السلبي، يرى فتفت أن هناك ثلاثة خيارات في طريقة التعامل مع «حزب الله»، فإما الاستسلام له وهذا أمر غير وارد، أو حمل السلاح وتدمير البلد وهذا ما لا نريده، وبالتالي فإننا اخترنا الخيار الثالث وهو العمل السياسي الذي يتضمن الإبقاء على قنوات الحوار مع هذا الحزب، بالرغم من أنني بت مقتنعاً أنه لم يعد هناك جدوى من الحوار، لأنني أصبحت أنظر إليه على أنه نوع من الترف الأدبي، أكثر مما هو عمل سياسي حقيقي، خاصة وأنه ظهر أن «حزب الله» غير مهتم بالمصالح الوطنية اللبنانية، لأن أجندته خارجية ويعمل لحساب المصالح الإيرانية في المنطقة، في حين أن «تيار المستقبل» يحاول إنقاذ البلد، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة عن جدوى استمرار الحوار، إذا لم يغير «حزب الله» نهجه جدياً.
وفي مقابلة ثانية مع وكالة الأنباء «المركزية» أشار فتفت الى ان «الخطة الامنية للبقاع وكما ابلغنا وزير الداخلية نهاد المشنوق سيتولى تنفيذها الجيش بمؤازرة القوى الامنية، لكن المطلوب على حدّ تعبيره «توفير الغطاء السياسي لها، خصوصاً من «حزب الله» لنجاحها».
واعتبر ان «ما نُقل عن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي «باعلانه السماح لمجموعات محددة من الشباب الايراني بالتوجه الى كل من العراق وسوريا ولبنان للقتال الى «جانب الحلفاء»، خطير، ما يعني اننا ذاهبون الى مرحلة تصعيد، فنحن امام معركة امبراطورية فارسية حقيقية، والصراع لم يعد مذهبياً وانما هناك مواجهة بين المشروع الفارسي والمنطقة العربية».
واكد فتفت ان «لا حلّ في الافق القريب للملف الرئاسي، ورئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون ليست لديه القدرة لايجاد حلول للأزمة».