IMLebanon

المستقبليون عاتبون على «سيدة الظلّ»

منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، تراجع حضور أرملته السيدة نازك الحريري، إعلامياً وسياسياً. على عكس كثيرين ممن أحاطوا بالرئيس الراحل ــ وحتى ممن كانوا من معارضيه ــ الذين «ركبوا» موجة «استقلال 05»، فضّلت أرملته أن تبقى في الظل، بعيدة عن الأضواء، باستثناء «إطلالة صوتية» في ذكرى 14 شباط من كل عام، أو في مناسبات أخرى قليلة تؤكّد فيها «الوفاء لمسيرة الرئيس الشهيد».

هكذا بقيت السيدة نازك بعيدة عن حاجات فقراء الجمهور الأزرق، بعدما سحبت يدها من كل المسؤوليات الإنسانية التي أوكلت إليها على زمن «الرفيق»، فغابت الخدمات الطبيّة والمنح التعليمية وكراتين الإعاشة، وتحوّلت المؤسسات الخيرية التي تحمل اسم «السيدة نازك» إلى مبان صنمية ترد زوّارها خائبين.

في 14 شباط، ستطلّ «الست نازك»، كالعادة عبر شاشة، على جمهور رفيق الحريري في مسجد محمد الأمين لتقول «لزوجها الحبيب ورفيق عمرها ودربها إنها لا تزال على عهدها له، وستبقى متمسّكة بإنجاح مسيرة إعادة البناء والنهوض، وستواصل الجهود مع كافة المحبّين وكل من يتمسّك بمبادئ الحق والعدل إلى أن تُكشف هوية الذين استباحوا دماء شهيدنا الكبير». وهي الكلمات التي لم تعد تجد صدى في المناطق المحسوبة على جمهور تزداد شكواه يوماً بعد آخر من «قلة الخدمات» في المؤسسات التي ترعاها «الست»، والتي كانت مفتاحها إلى قلوب الناس. يشكو هؤلاء من «مؤسسات رعاية شكلية، ومراكز طبية بات شغل العاملين فيها الطلب من الزوار المراجعة لاحقاً». وحتى «البطاقات التي كنّا نستفيد منها لإجراء فحوصات أو الحصول على مساعدات مادية أو عينية، لم تعُد تنفع في الحصول على حبّة دواء». والعتب الأكبر على «السيدة نازك»، هو «تخلّيها عن الشيخ سعد الحريري الذي يحمل وحده على كتفيه الجمهور الأزرق، فيما تستنكف عن الاستثمار في دعم مسيرة الرئيس الراحل، التي تتعهّد دوماً بالحفاظ عليها».

بين باريس شتاءً وجنوبي فرنسا صيفاً، تقيم أرملة الرئيس الراحل مع دائرة ضيقة من الأصدقاء، من بينهن «أم جمال»، زوجة نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدّام الذي أخرجته الحريري بدعوى قضائية من قصر كان زوجها اشتراه له. لا مستشارين معروفين للسيدة ولا مديرين لأعمالها بعد وفاة المساعدة الشخصية لها ريما تقي الدين. وهي تلتقي دائما الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وتقيم أثناء وجودها في العاصمة الفرنسية في شقّة، بعدما هجرت القصر الذي ورثته لحاجته الى عملية صيانة تكلّف سبعة ملايين دولار.

وتشغل نازك الحريري (بحسب المواقع التابعة لتيار المستقبل، وعدد من المواقع الأجنبية والعربية) العديد من المناصب. فهي عضو مجلس إدارة منتدب في مجموعة البنك العربي، إحدى أهم الشركات المصرفية في العالم العربي. كذلك عُيّنت عضواً في مجلس إدارة بنك البحر المتوسط ــ لبنان، إضافة إلى كونها عضو مجلس إدارة «مجموعة البحر المتوسط القابضة ــ لبنان». وهي، بحسب المواقع نفسها، «تركز على الأعمال الخيرية والإنسانية، خصوصاً تلك التي تعنى بالفقراء والأيتام والأرامل، من خلال ترؤسها مؤسسة رفيق الحريري، مجمع نازك الحريري للتربية الخاصة ومجمع إنماء القدرات البشرية، كما أنها عضو مجلس أمناء مركز طب الأطفال لمكافحة السرطان ــ لبنان، وعضو جمعية النهضة النسائية الخيرية السعودية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة التعاون، ونائب رئيس مركز الرعاية الدائمة بلبنان».