بعض مما قد تقدم عليه السعودية مع اللبنانيين
«المستقبليون» يتوعدون: تصحيح الخطيئة.. وإلا
يترقب الجميع جلسة مجلس الوزراء اليوم، التي من المنتظر أن تشهد الصراع المنتظر على خلفية الموقف الذي يجب اتخاذه، ليس على خلفية الموقف السعودي الأخير بإيقاف الهبتين المقدمتين لتسليح الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، بل، فعلياً، لجهة طبيعة العلاقة مع الرياض التي يبدو أنها شنت هجوماً لا رجعة فيه على أخصامها في لبنان وفي طليعتهم «حزب الله».
سيتولى «تيار المستقبل» قيادة «الحرب السعودية» في جلسة اليوم. وبطبيعة الحال، يحمّل المستقبليون «حزب الله» خاصة، ومعه «التيار الوطني الحر»، مسؤولية تدهور الأمور الى الحد الذي وصلت اليه. وهم يرون في مواقف وزارة الخارجية في ظل الوزير جبران باسيل، رأس الحربة في إشعال الأزمة مع السعودية، وهم يتهمونه بـ «الإهانة الوطنية» بما يعتبرونه خروجاً عن الإجماع العربي والإسلامي.
يطلق «المستقبليون» رصاصهم على «حزب الله» من ناحية، لكنهم يتيحون له فرصة التراجع من ناحية ثانية، ويشير قيادي منهم الى أن العلاقة مع الحزب مهددة فعليا، اذ ان الهدنة معه تتآكل شيئا فشيئا وقد تصل الى الطلاق في نهاية الامر اذا لم يلجأ الحزب الى تطويق الأمور.. بدءا من جلسة الحكومة اليوم.
يتمثل الحل بالنسبة الى هؤلاء بما يعتبرونه عودة لبنان الى كنف الإجماع العربي، ولا يقبل «المستقبليون» حلاً وسطاً على هذا الصعيد «يجب تصحيح الخطيئة التي اقترفت بحق السعودية». هم يرمون الكرة في ملعب «حزب الله» الذي يجب عليه المبادرة الى الحل عبر وزرائه ووزراء حلفائه «اذ عليه مسؤولية يجب أن يتحملها».
ولكن ماذا اذا حصل الصدام داخل جلسة مجلس الوزراء، ورفضت قوى «8 آذار» ما سيطرح في الجلسة الحكومية تحت عنوان الالتزام بالبيان الوزاري والإجماع العربي كمقدمة لتحرك عاجل باتجاه السعودية لاسترضائها؟
يخفي «المستقبليون» أوراقهم، لكن البعض يهمس أن من بينها اللجوء الى تصعيد غير مسبوق قد يؤدي الى انسحاب وزرائهم من الجلسة، وقد يصل حتى الى الانسحاب من الحكومة.. والاستقالة!
أما على صعيد علاقة لبنان مع السعودية، فإن هؤلاء يؤكدون «سيادة» الرياض في قرارها وقف تحويل الهبتين العسكريتين الى لبنان، وهم يتفهمون الموقف السعودي، ويدعون، بخجل، الرياض الى التراجع عنه، من دون الدخول في الأسباب التي دعت اليه، سوى أنه جاء نتاج سياسة «حزب الله» ضد السعودية.
على هذا الصعيد، يدعو المستقبليون «حزب الله» الى وقف حملاته السياسية والإعلامية «غير الأخلاقية» بوجه الرياض والتي اتخذت، حسبهم، وجهاً غير مقبول في علاقة لبنان مع دولة شقيقة ساعدت لبنان بالكثير في مراحل مختلفة من تاريخه. وهم يستعرضون بعض ما قد تقدم عليه الرياض «إذا استمر الحال على ما هو عليه». ويشيرون الى ان أولى الخطوات السعودية رداً على ما «استهدفها» كان إقفال «البنك الأهلي السعودي» الذي تبعه على الفور وقف الهبتين العسكريتين.. أما ما سيلي، فقد يكون موضوع سحب ودائع بقيمة 2 مليار دولار من لبنان كخطوة مقبلة.
هذا على الصعيد المالي، أما اقتصادياً وبشرياً، وهي نقطة حساسة أخرى بالنسبة الى اللبنانيين، فلا يستبعد البعض استهداف لبنانيين في السعودية نفسها، وهو تطور خطير، اذ ان استهداف اللبنانيين كان يقتصر في الماضي على الموجودين في دولة الإمارات وأحيانا في دولة قطر، أما السعودية، فإذا ما حدث هذا الأمر، فإنه سيكون التطور الأول من نوعه.. والأخطر!
إزاء كل ذلك، يشير البعض الى رسالة «حسن نية» وجهتها قوى «14 آذار» الى «حزب الله» بعدم التهجم عليه وعدم التصعيد بوجه إيران، خلال اجتماع تلك القوى في «بيت الوسط» مساء أمس، وهو ما يدعو «المستقبليون» الحزب الى تلقفه والتعاون مع الطرف الآخر لتخطي الأزمة التي تمر بها البلاد والتي تفتح الباب أمام أزمات أكبر بكثير.