اشتد الصراع بين «بوينغ» و «سبايس إكس» فضائياً بعد تأجيل عودة رائدي فضاء الى الأرض بسبب مشاكل كبسولة «بوينغ» الجديدة. ما دفع وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» الى الاستعانة بالشركة المنافسة لـ «بوينغ» وهي «سبايس إكس» لاستعادة رائدي الفضاء… وبهذه الاستعانة يكون الملياردير إيلون ماسك مؤسّس شركة «سبايس إكس» ورئيسها التنفيذي قد حقق تفوّقاً وانتصاراً على «بوينغ»…. فمن هو إيلون ماسك؟
ماسك رجل أعمال كندي، حاصل على الجنسية الأميركية، وهو مستثمر، ومهندس ومخترع. أسّس شركة «سبايس إكس» فكان رئيسها التنفيذي والمصمّم الأوّل لابتكاراتها. كما يعتبر المؤسّس المساعد لمصانع «تيسلا موتورز». يبلغ الثالثة والخمسين من العمر.
لقد اكتسب ماسك أهمية كبيرة واحتل مكانة علمية مرموقة في السنوات القليلة الماضية، لا سيما بعد شرائه شركة «تويتر» عام 2022.
أما كيف تفوّق ماسك على «بوينغ» فكان من خلال منافسة حادة بين «بوينغ» و«سبايس إكس» التي يملكها ماسك. إشارة الى ان المليادير ماسك اختارته مجلة «فوريس» في كانون الثاني عام 2016 ليكون في المرتبة 21 في قائمة أكثر الرجال نفوذاً في العالم. وفي عام 2021، ارتفعت ثروته الى 320.9 مليار دولار، ليكون أغنى رجل في العالم، وأوّل شخص تتخطى ثروته 300 مليار دولار في التاريخ. وفي العام 2023 سجل صافي ثروة إيلون ماسك أقوى معدّل نمو بين أثرياء العالم، ليستعيد لقب أغنى شخص في العالم من تاجر السلع الفاخرة الفرنسي برنارد أرنو.
إذ بعد مهمة اختبار استمرت ثلاثة أشهر، هبطت مركبة الفضاء «ستار لاينر» المصنّفة من قِبَل شركة «بوينغ» في صحراء نيو مكسيكو السبت الماضي، تاركة طاقمها بمحطة الفضاء الدولية حتى العام المقبل.
لقد أدّت مشاكل فنية في المحركات الدافعة للكبسولة الى تمديد مهمة يُفترض أنها كانت ستستمر لمدة ثمانية أيام فقط. وأعلنت «ناسا» الأسبوع الماضي أن رائدي الفضاء سيعودان الى الأرض في شباط (فبراير) 2025 على متن مركبة صممتها شركة «سبايس إكس» المنافسة لـ «بوينغ» بعد تزويدها بالطعام والإمدادات الإضافية.
لقد هبطت الكبسولة بهدوء الساعة 4:01 بتوقيت غرينتش على قاعدة وايت ساندرز الفضائية في نيو مكسيكو، في جنوب غرب الولايات المتحدة. وجرى إبطاء هبوطها بواسطة مظلات ووسائد هوائية.
وتحدثت الطواقم الموجودة على الأرض عن سماع «فرقعة» قوية أثناء انطلاق المركبة بسرعة تفوق سرعة الصوت خلال الليل، على حرارة 3000 درجة «فرنهايت» أي حوالى 1650 درجة مئوية، أثناء عودتها الى الغلاف الجوّي.
وبعدها تضررت سمعة «بوينغ» بقوة جراء مشكلات كثيرة واجهتها أخيراً مع طائراتها. لقد تلقت شركة الطيران الاميركية العملاقة ضربة جديدة في حزيران (يونيو) الماضي عند اكتشاف فشل في نظام الدفع النفّاث وتسرّب للهيليوم في الكبسولة عند انطلاق باكورة رحلاتها المأهولة.
ورغم محاولات الشركة المصنّعة إقناع «ناسا» بسلامة المركبة، فضلت وكالة الفضاء الاميركية «ناسا» إعادة بوتش ويلمور وسوني وليامز، عبر مركبة مصنّعة من شركة «سبايس إكس» المنافسة لـ«بوينغ»، وكبسولة «كرو دراغون التابعة لها».
وقال رئيس برنامج رحلات الفضاء المأهولة التجارية في وكالة «ناسا»، ستيف ستيتش للصحافيين هذا الأسبوع أنه على الرغم من اليقين المعلن لدى شركة «بوينغ» بشأن توقعاتها، إلاّ أنّ وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» لم تكن مرتاحة للمضي قدماً في مشروع «ستار لاينر» بسبب الضبابية بشأن النموذج المستخدم في المهمة.
ومن شأن رحلة العودة التي أنجزتها «بوينغ» السبت الماضي من دون مشكلات، أن تساعد الشركة الاميركية على توجيه رسائل «طمأنة» بشأن مركبتها والحصول على موافقات جديدة لتسيير مهام مأهولة.
وأثناء رحلة العودة، راقبت الفرق الأرضية مختلف جوانب أداء «ستار لاينر»، خصوصاً أجهزة الدفع الخاصة بها، والتي واجهت مشكلات في السابق.
وقال ستيف ستيتش إنه بمجرد تأكيد عودة «ستار لاينر» سيكون لدينا فهم أفضل للموعد الذي يمكننا فيه التصديق على استخدام المركبة واستئناف المهمات الجوية.
هذا وقبل عشر سنوات، طلبت «ناسا» من «بوينغ» تصنيع مركبة «ستار لاينر» الفضائية، تزامناً مع طلبها تصنيع مركبة أخرى من شركة «سبايس إكس».
وقد شددت «ناسا» مراراً على هدفها المتمثل في حيازة مركبتين لنقل رواد الفضاء، حتى لا تجد نفسها عاجزة في حال فشل إحداهما.
لكن «سبايس إكس» التابعة للملياردير إيلون ماسك تفوّقت الى حد كبير على «بوينغ»، وهي تنقل وحدها رواد فضاء لحساب «ناسا» منذ أربع سنوات.