IMLebanon

تغيير شروط اللعبة

نهدّد إسرائيل ونتوعّدها ونتهمها بأنها المسؤولة عن كل المؤامرات على العالم العربي وهي وراءها.

قبل عدة أيام هدّد سماحة السيّد حسن نصرالله إسرائيل بأنّه ذهب الى سوريا ليحاربها.

هذا كلام جميل، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ انّ إسرائيل اعتدت على قافلة واغتالت مجموعة من خيرة الشباب اللبناني الذين ذهبوا الى القنيطرة لأنّ قيادتهم أمرتهم بالدفاع عن النظام السوري ولإحباط المؤامرة الاسرائيلية ضد دول الممانعة والمقاومة.

والسؤال يطرح ذاته: لماذا هذا التعب للذهاب الى سوريا لمقاتلة إسرائيل؟ ألَيسَت إسرائيل على الحدود مع لبنان؟

إنّ إسرائيل اتخذت قراراً بتنفيذ جريمتها أمس باللجوء إلى عمل عدواني موصوف بطريقة مباشرة وضد هدف واضح.

وهذا نهج إسرائيلي واضح وليس جديداً… فالعدو دأبه أن يعتدي، وإسرائيل لا تنفذ أي عمل مجاناً فقط لأنّها رغبت في تنفيذه، إنما لأنّ لديها أهدافاً من ورائه، ولأنّها تريد أن توجّه رسائل عديدة في كل مرة تقوم بتحرّك ما، وأحياناً تكون الرسالة موجهة الى الداخل الاسرائيلي في إطار المنافسات الانتخابية، وأحياناً موجهة الى الخارج القريب أي لبنان وسوريا، وبالذات الى «حزب الله»، وأحياناً الى الخارج البعيد.

فهل أرادت إسرائيل، إضافة الى ذلك كله، أن توجّه رسالة تهديد حول الملف النووي الايراني… إذ انّ إسرائيل ليس لها مصلحة في أن يتم التوافق بين إيران ومجموعة الـ(5+1) إنما هي تسعى الى «خربطة» المحادثات الجارية بين الجانبين سواء أفي جنيڤ أم في باريس، والمنتظر استئنافها في أوائل شهر شباط المقبل… وهي المفاوضات التي تذكرنا، بشكل أو بآخر، بتلك التي جرت قبل نصف قرن في فرنسا بين الولايات المتحدة الاميركية والڤيتناميين.

في أي حال، إنّ إسرائيل تبدو متجهة الى تغيير شروط اللعبة، وهي من دون أدنى شك أرادت أن تختبر رد فعل «حزب الله» على هذه العملية العدوانية التي جرت في الجولان السوري.

والسؤال يبقى: متى وكيف سيكون رد فعل «حزب الله»؟