IMLebanon

قواعد اللعبة؟!

 

قيل الكثير حتى الآن في أهداف لقاء كليمنصو الذي ضم رئيسي المجلس والحكومة نبيه برّي وسعد الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وسيقال أكثر في الأيام المقبلة، في ظل استمرار صمت الثلاثة وعدم افصاحهم عن الأهداف الحقيقية، ما عدا تطمينات المقربين من جنبلاط من انه لا يستهدف أحداً وأن الهدف الأساسي منه هو تفعيل عمل الحكومة، فيما رجح آخرون من خارج الحلقة الضيقة أن يكون الهدف هو ترميم العلاقة بين رئيس المجلس والحكومة التي تصدعت منذ تحوّل رئيس الحكومة إلى دعم وصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية في الوقت الذي كان رئيس المجلس ضد هذا الوصول. هذا من جهة، ومن جهة ثانية إعادة مد الجسور بين الرئيس الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي التي تشظت بعد معركة الإفلاس التي قادها الأخير، وقيل وقتها انها جاءت كردة فعل على تغريد الحريري خارج سرب الثنائي برّي – جنبلاط في الاستحقاق الرئاسي.

قد يكون كل ذلك صحيحاً نظراً للتشوهات التي سادت بين الأقطاب الثلاثة في المرحلة التي رافقت تحول الحريري في الاستحقاق الرئاسي، والتي تركت آثاراً سلبية على العلاقات بين الثلاثة، لكن تلك المرحلة طواها الزمن على حدّ قول أحدهم، وتلاقى الثلاثة في حكومة واحدة اتفقوا جميعاً على تسميتها بحكومة استعادة الثقة وذلك من باب التأكيد على طي صفحة الاستحقاق الرئاسي وفتح صفحة جديدة من التعاون بينهم وبين العهد لمواجهة كل التحديات الداخلية والإقليمية الداهمة منها والمرتقبة نتيجة انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية والتقارب الحاصل بينه وبين الرئيس الروسي بوتين لأجل الوصول إلى تسوية سياسية في سوريا تضمن تقاسم النفوذ بين موسكو وواشنطن في المنطقة.

الا أن التطورات التي شهدتها الساحة الداخلية خلال السنة التي مرّت على انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية وما رافقها من سعي حثيث لرئيس التيار الوطني الحر للسيطرة على الوضع السياسي الداخلي مدعوماً من رئيس الجمهورية، قد يكون هو السبب الاساسي وراء لقاء كليمنصو, خصوصاً وأن الإعلام المقرّب من التيار فتح النار على هذا اللقاء من الباب الذي يُعيد الانقسام بين المسيحيين والمسلمين حيث اتهمه بأنه لقاء طائفي، الأمر المرفوض من فريق رئيس الجمهورية، هذا في وقت ذهبت فيه مصادر أخرى مقربة من التيار إلى القول بأن الهدف الرئيسي وربما الوحيد من لقاء كليمنصو هو محاصرة العهد قبل ان يطفئ شمعته الأولى بحيث بدا بعد هذا اللقاء معزولاً من دون سند إلا حزب الله الذي لا يمكن ان يكون بعيدا عن هذا اللقاء بالنظر إلى علاقته الاستراتيجية مع الرئيس برّي التي بلا شك أنها تعلو على علاقته الاستراتيجية ايضا مع سيّد العهد، فضلا عن انه يُشكّل ردا على الوزير جبران باسيل الذي خرج عن قواعد اللعبة وعن التوازنات الداخلية التي تحكم مسار الأمور في البلاد منذ ان راح يتصرف بمعزل عن القوى السياسية الأخرى بمن فيها حلفاؤه الجدد، وكأنه الحاكم المطلق الصلاحية، بما في ذلك تحديه لرئيس الحكومة ووزراء القوات اللبنانية بعد لقائه الشهير مع نظيره السوري وليد المعلم في واشنطن.

وفي مطلق الأحوال، فإن لقاء كليمنصو لا بدّ وأن تستتبعه لقاءات أخرى كلما استدعت الضرورات إلى ذلك.