IMLebanon

لعبة الارهاب وتطورها؟!

جاءت ضربة باريس بمستوى ضربة  الضاحية  الجنوبية من العاصمة اللبنانية، دليلا حسيا وجازما على ان داعش قد اصيب  بمكان موجع في الحرب التي يخوضها في سوريا، مقابل القوات الجوية الروسية الفرنسية  اضف الى ذلك قوى حزب الله، اي ان هناك ضربة ستوجه حتما الى الروس في اقرب وقت، وهذه الدلائل من ضمن اختناق داعش ومعاناته كتنظيم يقود حربا لا طائل له على تحملها في مواجهة جيوش وقوى قادرة على تغيير وجه المعركة، بحسب ما اكدت تطورات الايام القليلة الماضية حيث دلت تراجعات  داعش مقابل تقدم جيش الاسد ان الامور قد تغيرت بشكل لافت؟!

رب قائل ان الفرنسيين  لم يلقوا بثقلهم في الحرب السورية، لكن الضربة التي استهدفتهم في عقر باريس توحي وكأن داعش في وضع لا يحسد عليه،  لاسيما في نقاط انتشارها في شمال سوريا حيث ترددت معلومات شبه مؤكدة مفادها ان زمن تراجع قوات النظام لا بد شارف على نهايته، الا في حال تغير وجه المعركة كما سبق وحصل في بدايات الحرب حيث ضيق على تنظيم داعش ومن معه من قوى معارضة الخناق وهذه المعلومات تبدو مؤكدة بحسب التحولات الاخيرة!

ان الوضع في الضاحية يقاس تماما او اقل نسبيا بالوضع الذي ضرب باريس، كما يفتح عين الغرب على ان الامور لم تعد كسابقاتها، لاسيما ان تحرك الارهاب في  العاصمة الفرنسية يوحي وكأن القارة الاوروبية الغربية مؤهلة لان تعاني من وجع الارهاب مثلما حصل في لبنان منذ مطلع الاحداث، حيث ظن البعض ان داعش والنصرة قادران على تغيير وجه المعركة في داخل لبنان، وهذا السؤال سيطرح على روسيا والمانيا وايطاليا التي جمعت الالاف من النازحين السوريين الذين ليسوا على خصومة مع الرئيس بشار الاسد، بحسب ما دلت عليه مرحلة الانتخابات الرئاسية السورية يوم استضافها لبنان!

لقد شهدت تلك المرحلة تدفقا  هائلا من بين النازحين تحركوا بسرعة لاعادة انتخاب الاسد، من غير ان يقدر احد على تفسير الخطوة التي جاءت في عز النزوح السوري جراء الحرب التي ضربت سوريا في مختلف مناطقها الحساسة وتعود الذاكرة بتلك المرحلة الى معنى وجود خليط من السوريين المؤيدين والمعارضين للاسد ما يوحي ان من بين النازحين قوافل من الخليط السوري المؤيد للنظام والمعارض له في وقت واحد. وهؤلاء قد يتحركون عندما تدعو الحاجة!

لذا تؤكد التطورات ان الامور السياسية والاجتماعية السورية في مرحلة الحرب الدائرة في سوريا، لا تزال تعزز متغيرات من عدة انواع من بينها العامل السوري المناهض للنظام او المؤيد له، اي ان ما عاناه لبنان لن يكون الاخير من نوع ضربة الضاحية الجنوبية، وهكذا بالنسبة الى ما حصل في باريس  حيث المجتمع  الفرنسي غارق في ارهاب عربي ومذهبي منذ وقت طويل، من غير حاجة الى دور سوري ليشهد انتفاضة تضرب في مناطق سياحية وحساسة اضف الى ذلك ان المعاناة لا بد وان تصل الى كل مكان بلغه النازحون السوريون  بدليل الرعب الذي اصاب باريس والمرشح ان يصيب عواصم اوروبية اخرى بمستوى ضربة فرنسا واكثر ربما؟!

وما يقال  عن اوروبا الغربية والشرقية، لا بد وان يقال مثله عن مناطق لبنانية محددة تعج بالنازحين الذين يؤيدون بشار الاسد او يناهضونه لا فرق، والاثنان مرشحان لان يتصرفا بحسب مزاجهما السياسي، حيث الاسباب متوفرة وحيث ان امورنا الداخلية غير متماسكة لاكثر من دليل وسبب، فضلا عما يقال ان سبب ضربات داعش في لبنان يعود الى دخول حزب الله الحرب السورية الى جانب قوى النظام؟!

هذه الامور وغيرها تندرج في سياق اللعبة الاقليمية – الدولية حيث من الصعب على اي كان الادعاء انه بمنأى عن الارهاب لاسيما ان مصر قد نالت نصابها منه ودول عربية كبرى وصغرى توزعت بينها جرائم الارهاب من دون ان تقدر على تجنبه من ضمن القدرات الذاتية التي تتحكم بهذه الدولة او تلك (…)

وعندما يقال ان الروس تحديدا سينالون حصتهم من الارهاب معنى ذلك ان جمهوريات طويلة وعريضة من المجموعة الروسية قادرة على توريد ارهابيين بمختلف الاتجاه، وبالاتجاه الروسي – الغربي تحديدا قياسا على التباينات المذهبية التي يعج بها نظام فلاديمير بوتين وغيره ممن يسانده في الحرب السورية ولا يعقل ان يكون كل ما تقدم من غير سؤال وجواب عن ابعاد لعبة الامم  الحافلة بالمتغيرات؟!