IMLebanon

ردّ الحزب المسبق على اتفاق غزة يفتح باب الحل جنوباً؟

 

اظهرت ردود الفعل على الرد، الذي تبناه حزب الله ضد إسرائيل انتقاما لاغتيال القائد العسكري البارز في الحزب فؤاد شكر، رغبة متقاربة بعدم التصعيد نحو حرب مفتوحة وواسعة النطاق، بالرغم من كل التهديدات المتبادلة التي واكبت عملية الرد طوال نهار امس، ما يؤشر إلى انحسار نسبي في  اجواء الاحتقان  والتهديد  بالحرب المتبادلة، التي سادت بعد عملية الاغتيال مباشرة، والتحضير للدخول بمرحلة جديدة، ينتظر ان تتكشف معالمها، بعد معرفة ما ستؤول اليه اجتماعات صفقة وقف اطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين والاجانب والمعتقلين الفلسطينيين بين حركة حماس وإسرائيل في القاهرة، والتي تحظى باهتمام ملحوظ واستثنائي من الولايات المتحدة الأميركية والدول المعنية بالتفاوض، لانجازها في وقت قريب.

ويلاحظ ان حزب الله استبق الساعات الاخيرة والحاسمة في مجريات التفاوض، لانجاز الصفقة، للرد على إسرائيل،،لئلا يصبح بعد إتمام الصفقة أكثر صعوبة، ويعطي إسرائيل ذريعة اقوى للقيام باعتداءات واسعة النطاق ضد الحزب، بغطاء اقليمي ودولي.

 

وبذلك يكون الحزب  قد نفذ وعوده وتهديداته بالرد، وارضى مؤيديه وجمهوره، بمعزل عن آلية الرد وملابساته ونتائجه الميدانيه على الارض من جهة، وفي الوقت نفسه لم يخرج عن اطار قواعد الاشتباك المعمول بها منذ اشتعال جبهة الجنوب، ويتسبب بتوسعة نطاق المواجهة العسكرية مع إسرائيل إلى حرب مفتوحة من جهة ثانية.

تؤشر وقائع رد حزب الله على إسرائيل وخلاصاته، الى توجهات ضمنية للطرفين معا، لولوج تهدئة تدريجية غير معلنة، بعد حرب الاشهر الماضية الطويلة، والتي جاءت خلافا لكل توقعات الطرفين معا، ومعها حركة حماس أيضا، بما يفتح الباب واسعا امام معاودة المفاوضات التي يتولاها المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، للتوصل إلى تفاهم ينهي الاوضاع المتدهورة جنوبا بين الحزب وإسرائيل في وقت قريب خلافا لكل التوقعات السابقة، استنادا إلى القرار الدولي رقم١٧٠١، الذي يؤكد لبنان على الالتزام بتنفيذه، ويحضر كل مستلزمات القيام بالمهمات المنوطة بتنفيذ اي اتفاق يتم التوصل اليه، لارساء الامن والاستقرار جنوبا، بمافيه تجهيز العناصر والعتاد العسكري اللازم لذلك.

ولكن يبقى توظيف اي تهدئة محتملة جنوبا، استنادا الى تطورات الساعات الاخيرة، بعد رد الحزب على إسرائيل، مرتبطاً  بالتقدم الذي تحرزه مفاوضات صفقة وقف النار في غزّة بين حركة حماس وإسرائيل ،وبدونها  قد  يكون صعبا التوصل إلى أي اتفاق نهائي على الحدوداللبنانية الجنوبية.