Site icon IMLebanon

إتفاق غزّة يريح المنطقة ويقلِّل من احتمالات استعمال الحدود الجنوبية ضد إسرائيل

 

فك ارتباط المواجهة بين حزب الله وإسرائيل بغزة يخفف من التداعيات السلبية

 

 

تساؤلات عديدة تطرح عن تأثير صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين والاجانب والمعتقلين الفلسطينيين، التي ابرمت بين حركة حماس وإسرائيل مؤخرا، على الاوضاع في لبنان، وما اذا كانت لها مفاعيل سلبية، ام ايجابية في المرحلة المقبلة؟

يجيب مصدر ديبلوماسي بالقول إن وقف الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة بشكل نهائي، حدث مهم ومؤثر بتخفيف التوتر والتصعيد بالمنطقة ككل، ولبنان من ضمنها، ولو بنسبة متدنية بعد ان فك ارتباطه منذ فترة بالحرب على غزّة، وتوصل إلى وقف اطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وانتهج مسارا مختلفا لتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١ ونشر الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني، لحفظ الأمن والاستقرار واحلال السلام في المنطقة.

 

ويعتبر المصدر انه لو كانت المواجهة العسكرية في الجنوب اللبناني مع إسرائيل محتدمة بين الحزب، ومرتبطة بمسار الحرب الإسرائيلية على غزّة، كما كان الوضع بعد عملية طوفان الأقصى مباشرة، واستنادا الى قرار الحزب وايران على حد سواء، كما أعلن الحزب مراراً في السابق، لكان تأثير استمرار الحرب على لبنان او وقفها، أكثر فاعلية وارتداداتها السلبية مؤذية.

ومن وجهة نظر المصدر، فانه حتى اليوم، لا يمكن معرفة مدى استمرار التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، وما اذا كانت ستتحول الى وقف نهائي لاطلاق النار، والدخول في مفاوضات لاعادة احياء الاعتبار لمستقبل القضية الفلسطينية عموما، ام ينتهي وقف اطلاق النار، وتتجدد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، بعد انهاء عملية التبادل القائمة على قدم وساق حتى اليوم، وإن كان مثل هذا الاحتمال يبدو ضعيفا، في ضوء التطورات المتسارعة اقليمياً ودولياً، وذلك بعد تسلُّم الرئيس الاميركي دونالد ترامب مهامه الدستورية، وهو الداعي لوقف الحرب الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط.

 

ويلاحظ المصدر انه بالرغم من المباشرة بتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل ونجاحها نسبيا، الا ان المواقف والتصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والعديد من المسؤولين الإسرائيليين، تحمل في طياتها نوايا مبيتة، وعدم ارتياح للضغوط الأميركية على إسرائيل والتي افضت إلى فرض الاتفاق على الصفقة في النهاية، بامتعاض إسرائيلي واضح من جانب وزراء اليمين المتطرف، وهو ما يخشى ان يتحول إلى عرقلة متعمدة للصفقة، في المراحل المتبقية، ما يؤدي إلى معاودة استئناف الحرب على القطاع من جديد.

وبالرغم من كل مؤشرات استمرار التهدئة على جبهة قطاع غزة، فإن انهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، يُسقط اي ذريعة لأي فصيل فلسطيني او حتى لبناني متعاطف مع القضية الفلسطينية، ينطلق من جنوب لبنان للقيام بعمليات عسكرية، او بردود فعل بحجة دعم الشعب الفلسطيني بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، او حتى استغلال هذه الحرب لحسابات ومصالح اقليمية على حساب المصلحة الوطنية العليا.