مع بدء الأسبوع الأخير للهدنة، استكمل الجيش اللبناني، أمس، انتشاره في مدينة بنت جبيل وبلدة عيناثا المحاذية في القطاع الأوسط، بالتوازي مع إقامته حواجز عند مداخل بلدات عيترون ويارون ومارون الرأس، منعاً لدخول المدنيين إليها، إذ لم تنسحب منها قوات العدو بعد. ويتحضّر أهالي بنت وجبيل وعيترون للدخول إليهما بعد ظهر اليوم، بعدما أعلنهما الجيش اللبناني آمنتين، بالتنسيق مع لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، وبالإمكان عودة المدنيين.
وفي بيان له، أعلن الجيش تمركزه في عين إبل ودبل ورميش وبنت جبيل وعيناثا، علماً أنه قبل الإعلان، كان عدد من الأهالي قد عادوا إلى البلدتين وباشروا أعمال ترميم بعض المنازل، وأعادت عدة متاجر فتح أبوابها.
وخلال اليومين الماضيين، في القطاع الشرقي، توغلت قوات العدو في بلدة حولا باتجاه وادي السلوقي، وعمدت إلى تفجير عدة منازل بين بلدتي بليدا وميس الجبل. ومساء أمس، حاولت دورية إسرائيلية مؤلّلة، تخطي حاجز الجيش اللبناني في منطقة الحمامص على الطريق الواصل بين كفركلا والخيام، إلا أن عناصر الحاجز منعوا القوات الإسرائيلية من تجاوزه، وجرت اتصالات مع قوات اليونيفل، ما دفع الدورية الإسرائيلية للعودة إلى كفركلا. ولا تزال غالبية قرى وبلدات القطاع الشرقي محتلة، باستثناء الخيام.
أما في القطاع الغربي، فلم يكمل الجيش اللبناني انتشاره سوى في الناقورة وعلما الشعب وشمع والبياضة ومثلث طيرحرفا – الجبين، ولا تزال قوات الاحتلال تحتل بلدة عيتا الشعب، وتنفّذ تفجيرات وتوغلات محدودة في المنطقة. كما تسلّلت قوة معادية من رامية باتجاه حرج الصالحاني لناحية ياطر وبقيت ساعات طويلة، قبل أن تتراجع بعد أن فخّخت منشأة للمقاومة وفجّرتها عن بعد، علماً أن جنود العدو تسلّلوا بجانب نقطة مستحدثة للجيش اللبناني واليونيفل في الصالحاني.
ويُعقد اليوم، الاجتماع الرابع للجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار في الناقورة. ومن المفترض أن تتحدّد في هذا الاجتماع المواعيد النهائية لإتمام الانسحاب الكامل لقوات العدو، وإذا ما كان ذلك سيتمّ مع انتهاء مهلة الستين يوماً، بعد أسبوع من اليوم. واجتماع اليوم، سيكون الأخير قبل انقضاء المهلة المنصوص عليها في الاتفاق، علماً أن مصادر مطّلعة رجّحت أن «يؤجل جيش العدو الإسرائيلي انسحابه إلى اليومين الأخيرين من مهلة الستين يوماً»، إذ إن القوات الإسرائيلية لا تزال تتحرك تقدّماً وتراجعاً ضمن عدة كيلومترات على الحدود وفق أجندة أهداف معدّة مسبقاً ومستندة إلى معلومات حول منشآت للمقاومة، إضافة إلى نهج في التخريب والتدمير وسرقة الممتلكات الخاصة والعامة.
وعلى صعيد متصل، لم يعثر عناصر الصليب الأحمر اللبناني على جثامين الشبان الثلاثة الذين قتلهم العدو في جبل سدانة في أطراف شبعا الأسبوع الماضي، لكنها عثرت على آثار دماء وثياب. ولا تزال هويات الشهداء الثلاثة مجهولة، كما ظروف وصولهم إلى المنطقة. فيما علمت «الأخبار» أن الثلاثة يحملون الجنسية التركية، وعملت السفارة التركية في بيروت على التواصل مع الجهات المعنية لانتشال جثامينهم، علماً أن مصادر أمنية ترجّح أن يكون العدو قد أسر جثامينهم.